تاريخ تقسيم قبرص في إطار الأحداث الدولية والعربية 1878 - 1974
(0)    
المرتبة: 63,353
تاريخ النشر: 20/06/1905
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تحتل قبرص مركزاً إستراتيجياً مهماً في شرقي المتوسط، وكانت السيطرة عليها تعطي صاحبها مزايا هامة ولهذا كثر الصراع عليها، وتعاقبت عليها أمم مختلفة.
وقد عانت قبرض منذ مطلع العصور الحديثة من الحكم العثماني ثلاثة قرون وتطلعت إليها أنظار اليهود في أواخر القرن السادس عشر ليجعلوا منها وطناً لهم، ثم سلمتها ...الدولة العثمانية لبريطانيا التي كانت تريد ان تجعل منها قلعة جبل طارق أخرى لمراقبة قناة السويس ومضائق البوسفور والدرنيل والتصدي للتحرك الروسي والفرنسي في أن واحد، وإنتظار اللحظة المناسبة للوثوب إلى البر الشامل القريب.
وزادت أهميتها بعد الحرب العالمية الأولى كقاعدة لحماية مستعمراتها ومصالحها النفطية في المشرق العربي وإيران، وكما كانت قبرص مركز مراقبة للتحرك الروسي نحو المياه الدافئة فإنها بعد الحرب العالمية الثانية ونشوب الحرب الباردة أصبحت قاعدة أساسية لحلف شمال الأطلسي ضد المعسكر الإشتراكي ومساعدة إسرائيل وحمايتها وضد حركات التحرر الوطني العربي التي نجحت في تحرير سورية ولبنان ومصر والعراق.
لقد تعايش سكانها اليونانيون - الذين كانوا يشكلون أغلبية كبيرة بنسبة 82% - والأتراك - الذين كانوا أقلية بنسبة 18% - طيلة قرون تعايشاً سلمياً دمرته التدخلات الخارجية البريطانية والأمريكية وعملاؤهم في الحكومتين التركية واليونانية، هذه التدخلات التي شكلت مع نضال الشعب القبرصي من أجل التحرر عناصر المشكلة القبرصية الأساسية.
ومنذ بداية الإحتلال البريطاني بدأ القبارصة اليونان يطالبون بالوحدة مع اليونان وكانت بريطانيا ترفض بحجة أن قبرص ما تزال جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، ولكن بعد أن ألغت بريطانيا إرتباطها بالدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى وأجبرت تركيا في معاهدة لوزان على التخلي عن أي حق لها في الجزيرة.
ظلت بريطانيا ترفض الإستجابة للمطالب القبرصية بالوحدة مع اليونان، واستمر نضال القبارصة السلمي بعد الحرب العالمية الثانية بالماطلبة بالوحدة مع اليونان وجوبهوا بالرفض الإنكليزي، حيث أعلن المسؤولون الإنكليز بوقاحة "أن هناك بعض الأراضي في الكومنولث لن تتمن من التمتع بإستقلال تام أبداً بسبب ظروفها الخاصة".
وبيّن الوزير البريطاني سلوين لويد أمام الهيئة العامة أسباب عدم إمكانية تمتع قبرص بإستقلالها "أبداً" إن بريطانيا بحاجة إلى قبرص كي تفي بالإلتزامات التي قطعتها على نفسها في المعاهدات حيال الدول العربية والناتو واليونان وتركيا والأمم المتحدة.
ومن الضروري إمتلاك زمام سيطرة إدارية كاملة لأن عقود الإستئجار تستفد مدة صلاحيتها ومن شأن المعاهدات عادة أن تتلاشى مع الزمن... كما أن الحكومات اليونانية مثل الحكومات الأخرى جميعها تتغير...
وضع الباحث الدكتور يوفا لنفسه أسئلة عن دور كل أطراف النزاع واستطاع الإجابة بوضوح عن هذه الأسئلة واستطاع تحديد معطيات هذه المشكلة البالغة التعقيد وقدم للمكتبة العربية كتاباً هاماً. إقرأ المزيد