عشائر الغنامة في الفرات الأوسط
(0)    
المرتبة: 14,298
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: المعهد الفرنسي للدراسات العربية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لم يكن هنري شارل إذن مجرد باحث يتناول موضوع البداوة من خارجه ، أي استناداً إلى ما كتبه الرحّالة والباحثون المهتمون بهذا الحقل من الدراسة . فقد عايش البدو وأقام بينهم طوال أكثر من ثلاث سنوات ، وتعرّف عن كثب إلى عاداتهم ، وتقاليدهم ، وأمثالهم ، وبيوتهم ، وطعامهم ...، ووسائل الترفيه عن صغارهم ، ولباسهم و ... هذا بالإضافة إلى زيارات ميدانية متكررة إلى المناطق التي كتب عليها . ولشد ما كانت دهشتنا كبيرة عندما اجتمعنا مراراً في عامي 1994 و 1995 ببعض المشايخ والمخاتير والمسنين من سكان منطقة العقيدات ، ولمسنا مقدار الدقة المتناهية لدى هنري شارل في تحديد أسماء المواقع الجغرافية ، والتلال ، والمنحدرات ، والحوايج . وحدهم المعمرون من سكان العقيدات ما زالوا يذكرون غالبية أسماء تلك المواقع الصغيرة ، أو التي طمست بعض معالمها ، وتبدلت أسماؤها ، وسقط بعضها من التداول بعد قيام القرى والقصبات السكنية الكبيرة . هكذا حفظت دراسة هنري شارل الذاكرة الجغرافية لهذه المنطقة بشكل جدير بالإهتمام . وهي تصلح للمقارنة العلمية الدقيقة بين ما كانت عليه هذه المنطقة والتحولات التي طرأت عليها في الستين السنة الماضية التي أعقبت إنجاز هنري شارل لدراسته عن عشائر العقيدات في الفرات الأوسط .
يضاف إلى ذلك أن الباحث قد تزود بالمنهج الانثروبولوجي الحديث في مرحلة كان فيها ذلك المنهج ما زال في بداية تشكله أو ظهوره كمنهج علمي في أوروبا نفسها قبل أن يتحول إلى منهج له أنصاره على امتداد العالم كله ، ويُستفاد منه في دراسة التجمعات القبلية في مختلف المناطق . وقد طبق هنري شارل المنهج الانثروبولوجي الثقافي بشكل لافت للنظر على عشائر العقيدات . وما زالت دراسته جديرة بالإحترام حتى يومنا هذا خاصة وأن الغالبية الساحقة من الدراسات ، الغربية والعربية على حد سواء ، لم تتجاوز دراسة هنري شارل من حيث العمق ، والشمولية ، ودقة الملاحظة ، والإستنتاجات الهامة حول مستقبل البداوة في هذه المنطقة وأنها مقبلة على تحولات جذرية في مختلف المجالات ، خاصة في مجال السكن ، والإندماج ، والعمل ، والتعليم وغيرها . إقرأ المزيد