تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:خلال القرون الأخيرة، شهد حوض البحر الموسط، الذي يعدّ بوتقة للحضارات ومركزاً حقيقياً للعالم على مدى آلاف السنين، خسوف أهميته العالمية بفعل دينامية التنمية على مشارف المحيط الأطلسي ثم الباسيفيكي. ويكفي أن يلقي المرء نظرة سريعة على الوقائع ليدرك أن حوض البحر المتوسط يشهد تغيرات سريعة للغاية من النواحي ...الديموغرافية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والأيكولوجية. فكيف تحدث هذه التغيرات؟ وما الذي تنطوي عليه؟ وإلى ما تفضي؟ وماذا ينبغي لسكان حوض المتوسط أن يفعلوا في هذا المضمار؟ وماذا سيكون المستقبل بالنسبة لبلدان البحر المتوسط؟ كيف ينبغي لها أن تنظم أمورها كي تواجه صعوباتها المتزيدة، ومشكلاتها الاقتصادية الضخمة المقترنة بضغط سكاني مستمر؟
أسئلة عديدة هي موضوع هذه الدراسة التي أعدت كمحاولة للإجابة عن هذه الموضوعات بأسلوب يتسم بالأصالة والطموح معاً: استجلاء صور المستقبل الممكنة لحوض البحر المتوسط في مجموعه. هذا وقد استخلص الباحث من هذه الدراسة مبادئ شكلت عنصراً أساسياً لخطة العمل من أجل حوض المتوسط، التي اعتمدت في برشلونه عام 1975، بمبادرة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتحت رعايته. على أن أهمية هذا التقرير تتجاوز نطاق حوض المتوسط ذاته فحوض ابحر المتوسط يتشعب جغرافيته وتاريخه، وتتنوع شعوبه وثقافاتهم وأديانهم ونظمهم الاجتماعية وبالتوترات التي تقسمه، ولكن أيضاً بالوحدة المحتومة التي تقرر مصيره، وبالتباين بين البلدان الصناعية في شماله والبلدان النامية في جنوبه، ولكن ايضاً بإرادة التعاون التي تتجلى فيه، يشكل عالماً مصغراً يمثل العالم بمجموعه. إقرأ المزيد