تاريخ النشر: 08/09/2025
الناشر: ثقافة للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هل العلاقة بين الإنس والجن حقيقة أم خرافة؟ وهل يمكن للجن أن يسكن جسد الإنس؟ هو السؤال الذي تطرحه رواية "شاليمارتوبار"، للكاتبة الإماراتية نورة عبد الله الطنيجي التي ومنذ أولى صفحات الرواية تدخل مع القارئ في حوار مباشر في هذا الموضوع الإشكالي وتترك له حرية التفكير؛ فإما أن يختار ...العقلانيّة التي ترفض كلّ ما لا يقبل التفسير، وإما أن يختار اللاعقلانيّة التي تقبل بعالم غير عالمنا له نظامه ومقاييسه المخالفة لتجربته البشرية وعلى هذا الأساس يبني قراءته للرواية.
كان "يعقوب" آخر العنقود بعد ثلاثة إناث. منذ طفولته إلى وقت صباه كان يرافق جدّه يعقوب الكبير إلى سوق الجمعة في إمارة الفجيرة فشُغفَ بعالم الفنون والنحت والخزف والألوان، وعندما كبر تخصص بالفنون التشكيلية خارج البلاد على الرغم من عدّم قبول والدّه بهذا الاختصاص، وحينما عاد من غربته فتح متجراً خاصاً بالأنتيك وخصص قسماً للاستشارات الهندسية والمقاولات وكذلك الرسم؛ ونجح في عمله، إلا أنّه لم يكن يعلّم أن حياته ستنقلب رأساً على عقب بعد إنجازه تمثالاً على هيئة امرأةٍ جميلة تلوّح بيدها!!
وما بين عشية وضحاها رأى "يعقوب" المرأة "التمثال" تلّوح بيدها! فهل لدّيه قدرة على رؤية الأشياء التي لا يراها الآخرون؟ أم أن ما يراه محض خيال وأوهام لا أساس له في الواقع! وما علاقة ماضي عائلته بما يحدث له في حاضره؟ وهل يمكّن أن يتلبس التمثال امرأة من الجن.. ومَنْ هي تلك المرأة؟
(هي) "شاليمارتوبار" "جنيّة" من أمراء الجان... من أسرة تنحدر إلى "توبار" أعرق ملوك الجان.. و(هو) "يعقوب" "إنسي" ينحدر نسبه إلى أعرق العائلات العربية في المكانة الاجتماعية. فهل يُمكن للنقيضين أن يلتقيا على أرض الواقع؟ وهل يُمكن لجنيّة أن تعشق آدمياًّ؟ أم أن "يعقوب" مصاب بمرض نفسي دون أن يعلم؟
في هذه الرواية لا إجابة محددة على هذه الأسئلة؛ فالكاتبة تقصَّدت ترك النهاية مفتوحة لتترك نافذةً صغيرة للخيال؛ تجعل القارئ يقتنع بوجود عالم آخر، ثم ما تلبث أن تشككه في هذه القناعة؛ وبما أن الأمر على هذا النحو؛ فإن الرواية تضعنا أمام حقيقة أخرى، وهي أن ليس كلّ ما نراه حقيقيٌّ وملموس، وكذلك في الرواية. فكما لا يُطلب من النحات أو الرسام أن يحاكي الواقع في كل ما ينحته وكذلك الرسام، كذلك لا يطلب من الروائي أن يقدم متخيله الروائي، ونسقه السردي، على هيئة يتماثل فيها الواقع والمتخيل تماثلاً تاماً، وبهذا المعنى فإن على القارئ تكملة النص، شأنه شأن الكاتب؛ مما يعني أن المبدعة نورة عبد الله الطنيجي تؤمن إيماناً قاطعاً بالطابع الثنائي لعملية القراءة؛ أي الاتجاه من النص إلى القارئ، ومن القارئ إلى النص... وهذا ما يميز هذه الرواية. إقرأ المزيد