سؤال " الدين " في التراث الفلسفي العربي نماذج من الفكر اليهودي والمسيحي والإسلامي
(0)    
المرتبة: 177,445
تاريخ النشر: 03/09/2025
الناشر: كنز ناشرون
نبذة الناشر:لم يكن الدين موضوع نظر عقلي لولا ما يترتَّبُ عن الاعتقاد به، ولا يهم لون ما يعتقد به إلَّا بالقدر الذي يسمح بانكشاف مظاهر تجربته في الواقع والتاريخ. يسمح هذا الاعتبار بجعل التفكير في سؤال "الدين"، من داخل التراث العربي الإسلامي، قضيَّة بروز للهويات الروحية التي عملت على حشد مختلف ...الآليات العقلية والنقلية لتثبيت المحتوى الإيماني من قَلْب الدين نفسه، بالاعتماد على خطابه اللاهوتي وتوظيف أدوات التفلسف؛ أي ما سيُعْرَفُ لاحقًا ب"اللاهوت الفلسفي".
يحمل هذا النمط الهجين في جوهره إرادتين:
أولاهما مُجَسَّدةٌ في اليقين المُطلق بأصل الاعتقاد الديني المُتَمَرْكِز في مفهوم "الله"؛ وثانيهما مُتَمَثْلةٌ في الالتزام الأخلاقي بالدفاعَ عن مضمون "الرسالة" التي بلغها "نبيّ". ومن ذلك تنبثقُ نتيجة حتمية مفادها: أنّ صحة وجود علّة غائيّة لهذا الكون ثابتة ثبوتًا يسمح بانكشافها على النحو الأكمل؛ وهذا منشَأُ "المُقدِّس" بوصفه ضرورة وسائطية تُنسِقُ العمليات الشعورية بين عالمي التجسيد والتجريد أثناء الارتقاء الوجداني. لقد استبصرت عقول فذة أسئلة الدين في السياق العربي الإسلامي، وانطلقت باحثة عمَّا يُفضي بها إلى مُبرِّرِ لطبيعة ما يدفع الإنسان إلى التعلّق بعنان السماء، مُسترشدةً بماً هيَّأتها دياناتهم من معطيات أوليَّة حول ضرورة الاعتقاد، وصحّة الإيمان، وتصديق الرسالة، وتلقي النبوّة، وأداء الفرائض وإتيان العبادات، والاجتهاد في الخيرات واجتناب الشرور والهفوات.
هكذا تشكّلت رؤى من خاضوا في شأن تجربة الاتصال بالمُطلق، بدءًا من التجربة التاريخية اليهودية إلى الحركة النصرانية المسيحية ثُمَّ الدعوة المحمدية الإسلامية. حريٍّ بمجريات هذه التجربة أنْ تحمل المُفكّرَ على التساؤل أمام طبيعة "الاعتقاد" وحقيقة الإيمان والعودة إلى تحديد جوهر الدين، ثُمَّ إعادة الاستشكال: هل يُمكن إهمال سؤال "الدين"؟ إقرأ المزيد