تاريخ النشر: 25/06/2025
الناشر: روائع الكتب ناشرون وموزعون
نبذة الناشر:عرفت باريس وأهل باريس معرفة قلَّما تُقدَّر لإنسانٍ سواي، ولم يكن ذلك فقط لأني اتصلت بها نحو خمسة أعوام، وإنما كان ذلك لأني وصلت إليها بعد يأس وبعد شوق، وكانت كل زَورَةٍ تبدو لعيني وكأنها الأولى والأخيرة، فكنت أنهب محاسنها في شَرَهٍ ونهم كما يفعل الصبُّ المولع وهو يودع حسناء ...ستمضي إلى حيث لا يعرف من أقطار الشمال أو الجنوب، ويا طالما ودَّعت من أسراب الحسان! أضيف إلى هذا أني يوم دخلت باريس كنت أعرف من دقائق اللغة الفرنسية ما لا يعرفه إلا الأقلون، وكنت قبل ذلك ألِفتُ تلك اللغة أُلْفةً شديدة، حتى كان لا يتكلم بها جماعة في جِدٍّ أو هَزْل إلا تعقَّبت ما يقولون تَعقُّبَ الدارس الفاحص الذي يدرك ما ظهر وما بُطن من أسرار الحديث (وهذا كل ما عندي من عيوب الفضول) فكان ذلك معوانًا على فهم ما طُبع عليه الفرنسيون من شتَّى الغرائز والخِلال. إقرأ المزيد