عمر شبلي ؛ حكاية الألم والقلم
تاريخ النشر: 01/12/2023
الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:عن ذلك الرجل الذي علم الجَمَل الصبر، وقال في وصف تحمله في قصيدته جمل المحامل» ما في سنامك للصحراء تُطعمه وأنت تأكل عشب الصبر يا جمل معاً نسير، وإن طالت مسيرتنا يموتُ من ليس في صحرائه جَمَلُ عن ذلك العقل الذي هزم بضوئه ظلام الزنازين.
عن الحجر. .الصبور والعنيد في ...زمن مكسور. .
عن عذاب عجزت الكلمات عن وصفه، وعناد حارت النكبات في قصفه. .
سأحدثكم عن عُمَر. ..
عن فتى جاء إلى هذا العالم ملفوفاً بأغمار الحصيد، محدقاً بقبضات المناجل وتجاعيد وجوه الفلاحين ملامساً خشونة أكفهم، راشفاً رحيق السنابل، وقيل إن أمه أرضعته من شجر السنديان، وفي ليلة ذات عصف صنعت صوته من زئير الرياح، وزنديه من جذع ملولة يابسة». فشَبَّ هذا الفتى حراً عنيداً، وشاب، وهو يطاعَنُ خيلاً من فوارسها الدهر، ولم تقدر كل صروف الدهر أن تلوي هامته وكل الفؤوس التي تهاوت عليه لم تستطع أن تجتةً صلابته، لأن انتماءه للأرض كان أعمق من الاجتثاث، ولأنه منذ اللثغة الأولى أحس بوجع السنابل وهي تجرح التربة وبظمأ الماشية وهي تثغو حول الآبار الجافة، ولأنه منذ الخطوة الأولى على درب الحياة انتعل حذاءً من الشوك، ولم يستطع طوال حياته أن يُبَدِّلَ حذاءه.
سأحدثكم عن عُمَر. .
عن فتى كَبُرَ ما بين قمح البقاع وتبغ الجنوب، كما يكبر الجرح في الذاكرة، ولما عبر على النهر في ليلة قارسة، وجدَ سهاماً رُسمت فوقها أعناقنا، وكل سهم له عنق وضحية. ووجد شعبه وأهله وبلادَه يُدجنون ويُقتلون، ووجد من يأخذ منه المحراث ويطلب منه أن يحمل سيفاً. إقرأ المزيد