الأعمال الروائية ؛ تطور الأنواع الأدبية العربية الجزء الخامس
تاريخ النشر: 24/05/2024
الناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تمثّل الأنواع الأدبية والفنية قضايا جوهرية في الأدب، فهي تعبّر عن قدرات شعب أو أمة ما على التطوّر الثقافي على مدى قرون، فليست هي بناءات شكلانية توصف الكلام وتجمع المعاني في "قوالب" لكنها تعبير عن قدرات المبدعين والنقّاد على الحراك التحويلي لمجتمعاتهم، أي على مدى تمكنهم من إقامة علاقات عميقة ...مع البشر وجذورهم الدينية والثقافية والإجتماعية وتغييرها تبعاً لخطى التقدّم، ومجابهة قوى التخلّف والإستغلال والتهميش للناس، وتصعيد القدرات على الحوار والبحث والتجديد.
أي هو التحوّل من هيمنة الصوت الواحد إلى تعددية الأصوات، ومن سيادة الأنا المركزية الإجتماعية إلى تنوع الأفراد وقدراهم على الحوار والنقد والتغيير.
وإذا كانت صناعة الأنواع الأدبية تخضع للأفعال الحرّة للمبدعين فإنها لا تستطيع أن تقفز على الظروف الموضوعية للواقع والناس، وهيمنة نوع أو وجود الأنواع كافة هي قضية مركّبة من الذاتي والموضوعي، من سيطرة قيود تعبيرية ومن مساهمات تحريرية لنزع تلك القيود، من آفاق مرصودة سافاً نتاج سابقين ومن قدرة المعاصرين على تغييرها تبعاً لتطور الحياة والمساهمة في تغييرها.
والمبدعون يظهرون في شروط سابقة على إبداعهم، إنها تقيّدهم وتجعلهم يعيدون إنتاج الماضي الثقافي أو يضيفون عليه بعض الإضافات اليسيرة والمهمة عبر التحويلية الواسعة.
ومن هنا فظهور الشعراء في عالم العرب الجاهلي يختلف عن ظروف أخرى حين حدثت نهضة، فسيطرة الصحراء والحياة الرعوية، هي غير ظهور المدن وميلاد دولة إسلامية واسعة تختلط فيها الشعوب.
لكن أن تبقى الهياكل الإبداعية الجاهلية في عمق المدن وتسيطر على الإنتاج فهي أيضاً هيمنة قبليّة مستمرة.
وقد طرحت بقوة مسألة قصور الأنواع الأدبية والفنية على نوع واحد بشكل كبير هو النوع الشعري، وضمور النوعين الأخرين وهما النوعان الملحمي والدرامي، كما هو غياب الأنواع الفنية، وهي قضية ليست تجريدية بل قضية تاريخية وإجتماعية وفكرية طويلة ومعقّدة. إقرأ المزيد