تاريخ النشر: 15/04/2024
الناشر: دار أبعاد للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تجربة الكتابة لأوّل مرّة، كانت بناءً على أمر الراهب الناظر: اكتب رسالة لأهلك. وستصبح الرسالة في ما بعد، الوسيلة الوحيدة لمخاطبة الأهل من بعيد… رسائل لا تشفي، تقهر. أَدَّعي أنّني مسرور، ولا أحتاج شيئًا، فيما كنت أتدرّب على الاختناق الحميم. كتبت رسالة إلى كلّ واحد من أفراد العائلة، كنت أُصِرّ ...على ذكر الأسماء. الأسماء نجوم تُضيء عبوس الساعات وحلك البُعاد. كانت الرسالة الأولى طويلة، محتشدة بالكلمات والأشواق والأماني والذكريات، ويُستَشفّ من قراءتها أنّها آتية من حزن صامت، وكلام يُهندِس ابتسامة، فتُقرأ كدمعة.
عشقي للكتاب والكتابة جعلني أرتكب حماقات كثيرة. صرت أُهرِّب الكتب إلى داخل الصفّ لأقرأها في ساعات الرياضيّات والكيمياء والفيزياء، إلى أن ضبطني الأساتذة مرارًا. ولمّا كنت ضعيفًا إزاء سلطة الكتاب، اقترح أحد الأساتذة من إدارة الدير أن يُعفيني من مسؤوليّتي في المكتبة. وهكذا كان. صرت كالمشرّد من دون كتب تلتصق بي.
إذًا، اثنان صنعا مني كاتبًا: الكلمات، والقضايا الإنسانية، وما عدا ذلك، ينتمي إلى إبداع الجمال المستمر، في عالم متوحش وأفنائي. «الجحيم، هو الآخرون». سارتر مخطئ. الجحيم، لا يحتاج إلى مخيّلة وإنشاء وكلمات. إنه هنا وهناك ويتوالد ويتسع، ولا يحتاج إلى برهان أو مخيّلة.
هكذا صرت كاتبًا، وما زلت أتعلم كذلك، وعلومي تأتيني من المعارف والكتب والتفكير المعمق بقضايا الإنسان. ويلعب الشعر دورًا كبيرًا في تدريبي الدائم على الجديد، والحقيقي والكاشف والمكتشف. الشعر، معرفة بطريقة أخرى، كالموسيقى والغناء والمسرح.
هل قلت كل شيء؟
طبعًا لا. إقرأ المزيد