تاريخ النشر: 28/09/2023
الناشر: دار المصور العربي
نبذة الناشر:لعل شعارات 17 تشرين إذا وجدت مكاناً لها في تراث النضالات الإنسانية ستكون خالية من عبارات عبثية من قبيل الغضب الساطع ات، فإذا لم يكن هذا الغضب اليوم بينما تجمع الساحات مئات آلاف المحتجين متى يأتي؟ ألا يجب أن يغضبوا فيما بيرسلون أبناءهم بوساطة إلى الجيش قبل أن يكملوا الثامنة ...عشرة، ليتخلصوا من نفقاتهم فقط ويرموا هم توفير الطعام لهم على كاهل وزارة الدفاع المتسولة من هنا وهناك الا يجدر بهم أن يغضبوا وعشرات آلاف الشباب تحولوا إلى عناصر أمن خاص يحرسون أموال وعقارات أكبر اللصوص فيما يحمل كثيرون من بينهم شهادات جامعية ضائعة الا يغضبون من انتشار الجرائم والبطالة؟ الا يغضبون من تضاؤل أحلام الشباب لتغدو مهنة الصراف المتجول، أو الواقف على الأرصفة، يعمل لدى صرافين أكبر، مهنةً راقية الا يغضبون من مثال أعلى يحتذي به الأطفال ليس غير تافه وتافهة يمضيان كلّ وقتهما على وسائل التواصل: هي تعرض جسدها ومقتنياتها، وهو يستعرض غباء أما من غضب ساطع فيما التعليم منهار والغش والوساطات وشراء الشهادات والدرجات العلمية من مخرجاته الأساسية أما من غضب حيال غذاء مسموم ولا محاسبة، ومياه وهواء وتربة ملوثة وأمراض منتشرة وكهرباء غائبة، وطوابير نل عائدة، وبحار تبتلع مهاجرين كان الأجدى بهم أن يغضبوا فينسوا ومضوا إلى حتفهم الا يغضبون من أنفسهم قبل غيرهم وهم صامتون صاغرون أبد الدهر، وإن نطقوا فاستجابة لمن يسوقهم لحسابه أيضاً؟ الا يغضبون من كل الوعود والبرامج والخطابات والتقارير والمشاريع حول بناء دولة، كذبت وكذب مطلقوها؟ إقرأ المزيد