ماري باشكيرتسيف ؛ يوميات 1878 - 1884 الجزء الثاني
(0)    
المرتبة: 62,679
تاريخ النشر: 18/08/2023
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:لا جدوى من الافتراء والمكابرة. أجل، من الواضح أن لديّ الرغبة، إن لم أقل الرجاء، بالبقاء على وجه هذه البسيطة، أيّاً كانت الوسيلة. إذا لم أفارق الحياة وأنا في مقتبل العمر، آمل أن أتابع مسيرة تليق بفنّانة كبيرة، أما إذا متّ شابة، فلديّ رغبة في أن تُنشر يومياتي، وأنا أؤكّد ...جازمة أنها ستثير الاهتمام. -لكن بما أنني أخوض الآن ميدان الدعاية، أتساءل هل مجرد التفكير في كسب إهتمام القرّاء سيُفسد، بمعنى سيقوّض، الفضل الوحيد لكتاب من هذا النوع؟ لا،لعمري! -أولاً لأنني كتبتُ مطولاً غير آبهةٍ بمن سيقرأ ما كتبت، ثانياً، لأنني إخترت أقصى درجات الصدق والأمانة وتحديداً لأني أتطلّع إلى أن أكون مقروءة. إن لم يكن هذا الكتاب يمثّل الحقيقة الأمينة والمطلقة والدقيقة، فليس من مبرر لوجوده. أنا هنا أدوّن من دون توقف ما يجول في خاطري، ليس هذا فحسب بل إنني ما سعيت مطلقاً، ولو للحظة واحدة، إلى إخفاء ما قد يلوح لي مثيراً للسخرية أو مجحفاً في حقي. - ثم إنني أعتبر نفسي من الكمال بحيث لا أحتاج البتّة إلى ممارسة أي شكل من أشكال الرقابة الذاتية. - إذن ثقوا تماماً، قرّائي الأبرار، بأني، عبر هذه الصفحاتن، أكشف للملأ أدقّ كوامني كاملة دون زيادة أو نقصان. قد تبدو هذه الأنا، أقصد أنا من حيث كوني بؤرة الإهتمام، أمراً قليل الأهمية بالنسبة إليكم أنتم، لكن لا تأخذوا في الإعتبار كوني أنا بالذات، تخيّلوا أن من يخاطبكم هنا هو مجّرد كائن إنساني يحكي إنطباعاته، منذ نعومة أظفاره، ومن دون تمييز. وهذا يكتسب أهميته القصوى من حيث إنه يشكل وثيقة إنسانية. إسألوا السيد زولا وحتى السيد دو غونكور أو موباسّان! تبدأ يومياتي وأنا في الثانية عشرة من عمري، ولا تكتسي قوامها إلا عند بلوغي الخامسة عشرة أو السادسة عشرة. هنالك بالتالي ثغرة زمنية لا بد من تداركها، لهذا السبب سأحرّر فيما يلي نوعاً من المقدمة تساعد في فهم هذا الأثر الأدبي والإنساني.
هاكم تخيّلوا أنني شهيرة، فلنبدأ:
ولدت في 11 تشرين الثاني من عام 1860. يهولني هذا لمجرّد كتابته. لكن ما يواسيني هو إداركي أن عمري لن يكون ذا معنى لحظة تتصفّحون يومياتي هذه. إقرأ المزيد