مختارات من مراسلات مع الأصدقاء
(0)    
المرتبة: 67,903
تاريخ النشر: 16/08/2023
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:قلبي يقول إنَّ كتابي هذا ضروري وإنه يمكن أن يكون مفيداً. لا أقول ذلك لأنني أُقَدِّرُ نفسي عالياً وأتصوَّر أنَّ إمكاناتي مفيدة، بل لأنني لم أشعر من قبل بهذه الرغبة القوية في أن أكون مفيداً. يكفي منّا أن نمدَّ أيدينا للمساعدة، لكننا لسنا مَن يساعد، الله هو الذي يساعد، عندما ...أفاض القوة على الكلمة الضعيفة. لذا، مهما كان كتابي زهيداً وغير مهم، أسمح لنفسي بنشره وأطلبُ من أبناء وطني قراءته عدة مرات؛ وفي الوقت نفسه، أطلب من أصحاب المقدرة المالية شراء عدة نسخ منه وتوزيعها على من لا يستطيع شراءه بأنفسهم، وأحيطهم علماً في هذه الحالة بأنَّ كل الأموال التي ستزيد عن تكاليف رحلتي القادمة سوف تُحوَّل، من جهة، إلى مساعدة أولئك الذين، مثلي، يشعرون بالحاجة الداخلية للذهاب في الصوم الكبير القادم إلى الأراضي المقدسة وليسوا قادرين على تحقيق ذلك بوسائلهم الخاصة، ومن جهة أخرى، لمساعدة أولئك الذين سألتقيهم في الطريق إلى هناك والذين سيُصَلّون جميعهم في القبر المقدس من أجل القراء المحسنين. أود أن أقوم برحلتي كأيّ مسيحي طيب. ولهذا السبب أطلب المغفرة من جميع أبناء وطني هنا على كل ما بدر مني مما يمكن أنْ يكون قد ألحقَ بهم إساءة. أعلمُ أني من خلال مؤلفاتي الطائشة وغير الناضجة، تسببتُ بالحزن للكثيرين، بل وحتى أثرت امتعاض الآخرين ضدي، بشكل عام تسببتُ في استياء الكثيرين. كعذر، لا يسعني إلا أن أقول إنَّ نيتي كانت حسنة وإنني لم أرغب في إثارة غضب أحد، ولا أن أثير امتعاض أحد، لكنَّ حماقتي وحدها وتسرّعي وحده هما السبب في ظهور كتاباتي بمثل هذا الشكل غير الكامل وقد ضلّلا الجميع تقريباً عن المعنى الحقيقي؛ وإنّي أطلب العفو عن أي شيء يسيء إليهم عمداً، بالسخاء الذي لا يمكن أن تسامح به إلا الروح الروسية فقط. كما أعتذر إلى كل من صادفتهم على طريق الحياة لمدة طويلة أو قصيرة. أعلم أنني سبّبت المتاعب للكثيرين، وربما، لبعض منهم عن قصد. إقرأ المزيد