في فلسفة الاعتراف وسياسات الهوية
(0)    
المرتبة: 107,699
تاريخ النشر: 05/04/2023
الناشر: مؤمنون بلا حدود
نبذة الناشر:تحيل كلمة الإعتراف، في اللغة العربية، على مفهومين متمايزين، لكن متصلين، في الفلسفة المعاصرة؛ فمن جهةٍ أولى، هناك الإعتراف "recognition"، بوصفه إقراراً بالآخر و / أو بحقوقه و / أو مكانته و / أو هويته، ويمكن لهذا الإعتراف أن يتجسَّد في صيغ الإحترام والتقدير والحبّ والإمتنان أو العرفان بالجميل.
ومن ...جهةٍ ثانيةٍ، هناك الإعتراف "confession"، بوصفه إقراراً بالذنب أو الخطأ، وبوحاً بما هو مكتومٌ، أو بما ينبغي، من منظورٍ ما، كتمه.
يسعى هذا الكتاب إلى تناول كلا المفهومين، والعمل على مناقشة أهميتهما ومعانيهما ودلالاتهما وتجسداتهما، في الفلسفة (الغربية) المعاصرة، من جهةٍ، وفي الواقع والفكر العربيين، من جهةٍ أخرى، فلهذين المفهومين حضورٌ قويٌّ، وأهميةٌ كبيرةٌ، في الفلسفة (الغربية) المعاصرة (الفلسفة السياسية والإجتماعية والأخلاقية خصوصاً)، وفي الفكر والواقع العربيين، في الوقت نفسه.
ومن هنا تنبع أهمية ضرورة التصدي العملي، والتناول النظري، لمسألة الإعتراف وما يتصل بها من أفكارٍ (كالعدالة والتسامح وحقوق الإنسان) وسياساتٍ و / أو مقارباتٍ (كسياسة الهوية والمقاربة الثقافوية و / أو العنصرية).
وانطلاقاً من ذلك، تتوازى، في هذا الكتاب، الدراسة النقدية للإرتباط الوثيق والسلبي لنظرية الإعتراف بسياسات الهوية، وتتقاطع، مع الدراسة النقدية للمقاربة الثقافوية التي تقوم بتفسير "كل شيءٍ"، في المجتمع والدولة، بالثقافة السائدة فيهما، وغالباً ما تُختزل هذه الثقافة، في البلاد / المجتمعات العربية - الإسلامية، في الدين (الإسلامي) تحديداً.
لا تعترف المقاربة الثقافوية بالأفراد إلا بوصفهم منتمين إلى ثقافةٍ ما و / أو إلى إحدى الجماعات العضوية التي تتضمنها تلك الثقافة، فاختزال المقاربة الثقافوية للسياسة والإقتصاد وغيرهما في الثقافة، على الصعيد المعرفي التفسيري، يترافق مع اختزالها الفرد في الجماعة التي ينتمي إليها نسباً، أو رده إليها، بغض النظر عموماً عن موقف الشخص من نسبه، وعن مدى (عدم) توافق انتسابه الإرادي مع نسبه غير الإرادي. إقرأ المزيد