تاريخ النشر: 28/12/2022
الناشر: التفسير للنشر والاعلان
نبذة الناشر:على الرغم أن العلاقات الدولية ترجع إلى عهود تاريخية قديمة، إلا أن دراسة العلاقات الدولية كحقل معرفي تحد حديثاً، في تجسد عمليات التفاعلات العالمية بين العديد من الفواعل والوحدات الدولية من الدول وغيرها من الفواعل غير الدولتية.
وتتباين وتختلف الوحدات فيما بينها من حيث قوة تأثيرها على المسرح الدولي، فالدول صاحبة ...الإمكانيات والمقدرات الذاتية والتي تمتلك عوامل ومحددات القوة الوطنية، هي التي تسيطر وأحياناً تهيمن على مسارات السياسة الدولية، من حيث التأثير وسيرورة التفاعلات العالمية، وبالتالي تصبغ السياسة الدولية بصفات وخصال وأيديولوجيات القوى التي تتحكم بتلك المسارات، وعلى ذلك فإن منظومات العلاقات الدولية في أحيان غير قليلة تجسد ما تصوغها وما تعكسها استراتيجيات تلك القوى العظمى.
وارتباطاً بذلك فإن أغلب مسارات السياسة الدولية وحتى القرارات الدولية يشترط في توجيهها وإصدارها أن توازي مع متطلبات والسياق الستراتيجي للقوى العظمى.
من هنا فإن إحدى أبرز التحديات والرهان لنجاح السلوك الخارجي لأية دولة، هي مسألة مدى توافقها أو اصطدامها بسياقات استراتيجية مختلفة ومتباينة للقوى المتحكمة بمسارات التفاعلات العالمية.
استناداً لكل ذلك يستوجب على صناع القرار والقائمين على الحكم في الدول أن يعيروا اهتماماً بالغاً بمعادلات السياسة الدولية، لأنه ببساطة بدون معرفة وإدراك للأبعاد الستراتيجية العالمية، لا يمكن التحرك والمضي قدماً في مسرح العلاقات الدولية التي أصلاً تعج بالكثير من الغموض والتعقيدات المنهجية والموضوعية، بالإضافة إلى تعدد وتداخل وتشابك في مجالات التفاعلات العالمية وكل ذلك تسير ضمن سياقات تطورية متبدلة ومتسرعة ومتحولة ومتغيرة، مما يفرز العديد من الأحداث والظواهر التي ربما يصطدم العقل.
هذا الكتاب هو جهد علمي لدراسة كل تلك التداخلات والتشابكات والتفاعلات العالمية وما تفرزها من مسائل وأحداث وأزمات من خلال اعتمادنا على المناهج الأكاديمية والإستناد إلى النظريات المفسرة للأحداث والمراحل التاريخية ومسارات السياسة الدولية وأيضاً لتحليل السلوك الخارجي للدول في إطار الإستراتيجيات المهيمنة على السياسة الدولية. إقرأ المزيد