تاريخ النشر: 07/07/2022
الناشر: المركز الثقافي للكتاب
نبذة الناشر:شكلت السينما حدثاً عظيماً في الثقافة المعاصرة؛ ساهمت، وما تزال تساهم في التأثير على إدراكاتنا، ووجداننا، ووعينا، وفي تغيير علاقتنا بالعالم، تمتلك قدرات كبيرة على تأطير الأجساد، ونسج الحكايات، وكشف الواقع، وصناعة الصور، وتشخيص الوضعيات الإنسانية بطرق غير مسبوقة في تاريخ الممارسات الفنية.
يَعْرض هذا الكتاب لتصورات ومواقف فلاسفة معاصرين من ...الظاهرة السينمائية؛ ويتناول الكيفيات التي نهجها فلاسفة مُحدَّدين لإدماج السينما في أنساقهم الفكرية والجمالية، بإعتبارها حقلاً إبداعياً يكثف قضايا الصورة، والمتخيل، والجسد، والحدث، والمكان، والزمن، والحركة، والحب، والموت، والحقيقة، والسياسة، وغيرها من الأسئلة المتجددة التي تشغل الفكر الفلسفي.
لقد تمكن سينمائيون من صياغة لقطات ومتواليات، وحكايات في منتهى العمق، حيث "أظهروا" ما يمثل جوهر الأشياء وتموجات الوضعيات الإنسانية، واستطاعوا مساءلة الكائن في سكينته وتوتره، في وحدته وانفصامه، في قلقه وفرحه، في حُبه وانفصاله، وما إلى ذلك من الأسئلة والموضوعات التي نجح سينمائيون، من خلال أفلامهم، في إنتاج آثار واسعة على الوعي، والوجدان، وأحدثوا أصداء عميقة في الثقافة الإنسانية المعاصرة.
لذلك نعثر على من تحدث عن "جوهر السينما"، وعن "أونطولوجيا السينما"، ومن تناول هذا الفن من زاوية سيكولوجية، وسوسيولوجية؛ بل وهناك من دافع عن "ميتافيزيقا السينما"، وتبيّن أن الفلاسفة يتفاعلون مع السينما بطرقهم الخاصة، يتحدثون عن الأفلام التي يراها الآخرون، لكنهم يجدون فيها ما يستنفر تفكيرهم ويحرك تأويلهم باحثين عن الدلالات الأخلاقية، والسياسية، والميتافيزيقية التي تحملها صورة، أو متوالية، أو شخصية، أو حواراً، أو مشهداً في هذا الفيلم أو ذاك.
يعالج هذا الكتاب قضايا فلسفية من زاويتين؛ أولاً، استحضار المفاهيم الرئيسية التي أنتجها الفلاسفة موضوع الدراسة، واقترحوها على المناقشة الفلسفية العالمية؛ وثانياً، تأطير تصورهم للسينما في النسق الفلسفي والجمالي العام لكل واحد منهم؛ خصوصاً وأن منهم من يجهر بإعترافه أن مشاكل الفلسفة دفعته إلى البحث عن أجوبة داخل السينما، من منطلق اعتبار الإبداع، ومنه العملية السينمائية، هو خاصية الفكر عندما يرتفع عن واقعه الأونطولوجي. إقرأ المزيد