تاريخ النشر: 16/06/2021
الناشر: المركز الثقافي للكتاب
نبذة الناشر:أصبحت الصُّورة حاضرة، بكيفيَّة اجتياحيَّة، في كلّ مجالات الحياة؛ وبسبب حضورها الكاسح، يبدو من الصَّعب ادِّعاء التَّمكُّن منها مفاهيميّاً.
كما أن الصُّورة لا تحيل دائماً على الوقائع، والحالات، والمعاني نفسها؛ فعالم النَّفس، أو السِّيميولوجيُّ، أو الأنثروبولوجيُّ، أو الفيلسوف، ومؤرِّخ الفنون؛ يتعاملون مع موضوع الصُّورة بطرق تلتزم بالإختيارات المنهجيَّة والمقتضيات المفاهيميَّة الَّتي ...تميِّز هذا الحقل الفكريَّ أو ذاك.
فالصُّورة امتدادٌ للإدراك بالنِّسبة للبعض، أو هي تحمل معلوماتٍ ومعطيات قابلة لإختزانها في الذَّاكرة، وقابلة لإستحضارها بمساهمة المُخيِّلة في نظر آخرين، أو هي إنعكاسٌ لوقائع، وترجمة لأنماط من التَّواصل بين مُنتج ومتلقِّ، أو هي تكثيفٌ لـ "حوّض دلاليِّ" والمتخيَّلِ ثقافيِّ عابر للأزمنة والأمكنة، يفجّر من خلالها رموزاً تعبِّر عن تطلُّعات، وممارسات، وأوهام، وحقائق أفراد مجتمع من المجتمعات؛ كما هي عنصرٌ حيويٌّ في "البناء الثَّقافيّ" الذي يعبر عما هو بصري، ولذلك يترجم تعدُّد مقاربات الصُّورة غنى وتعقُّد "المفهوم" ويُظهِر إمكاناتِه الإستكشافيَّة، وصعوباته الإستعماليَّة، وأوجه إنزياحيَّته.
تتعدَّد الصُّور وتختلف بإختلافِ مستنداتها التَّقنيَّة وأنواعها، وتتفاوت عمليَّات إدراكها وفهمها حسب حقول النَّظر والتَّفكير؛ لا سيَّما وأنَّ طبيعتها الإجتياحيَّة في الحياة اليوميَّة، من خلال صور المجال العامّ، أو الشَّاشات الكبيرة والصَّغيرة، أَلّزمت الجميع الدُّخول إلى عوالمها؛ مجروراً بسحرها وإغرائها وموضوعاتها، وبقدراتها اللَّامحدودة على تقديم رواياتٍ لا متوقَّفة عمَّا يجري في العلن كما في الخفاء.
يعمل هذا الكتاب على عرض وإستشكال بعض أبعاد الصورة؛ كطرق النَّظر إليها، وتداخل الوظائف الَّتي يقوم بها المتلقَّي، وتشابك السِّياقات في الإدراك الفعليّ للصُّورة؛ سواء من زاوية اعتبارها صوراً بصريَّة، أو صوراً ذهنيَّة، أو صوراً رمزيَّة. إقرأ المزيد