أربعون السالكين ؛ أربعون وصية أخلاقية عرفانية للفقهاء العارفين والعلماء الربانيين
(0)    
المرتبة: 281,845
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار المجد للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن سلوك وادي الرضوان الإلهي هو سير تربوي وسلوك معنوي للإنسان ، وهو ميدان جهاده الأكبر ، في الوقت الذي هو رائع وجميل ، وهو نماء روحي وقيّم ، وهو في الوقت ذاته أيضاً ، صعب ومؤلم ومرهق . وإن الأمر المفرح والباعث على السرور والنشاط هو التنوّع في ...الأدوية واختلاف المواقف والتطلعات . . هو سيد وعروج من أرض النفس حتى شروق رضوان الحق وبزوغه ، وهذا يعني السياحة والتفرّج على جميع صفحات الوجود ومجالاته وأن الإنسان في سيرته هذه إنّما هو طالب للكمال ، وباحث عن الله ، وصولاً إلى الرضوان الإلهي . لذا يجب عليه أن يكون في مواجهة عوائق كثيرة من زخارف الدنيا الخادعة والجذابة التي على قارعة الطريق ، كما قال الإمام الخميني – النملة التي تحمل بأناملها ومنها حبة أكبر من حجمها وتصعد على الجدار الأملس . فتسقط وتقوم عدّة مرات ، وتفقد حبتها وتقع بعيداً عن طريقها ، ولكنها تعودت على هذا السقوط المتكرر ويزداد بذلك عزمها وإرادتها ، ويتمكن بالتالي بكل اقتدار من الصعود إلى القمة المنشودة . [ يا ايّها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه ] فإن السالك يحظى بلقاء المحبوب ووصال الحبيب بالتحمّل والصمود أمام المصاعب وتحمّل المتاعب . وإن مدرسة الوصاية والولاية - علاوة على وجود نعمة العقل والفطرة - جعلت لسلوك هذا الطريق والوصول إلى رضوان الخالق الرحمن هداةً ومرشدين وطرقاً كثيرة للسلوك إلى الله تعالى ، وهم المعصومون الأربعة عشر الطاهرين الذين يهدون إلى طرق سماء الولاية وإلى اعتدال الإنسان ، ويفتحون له الآفاق . وهم أعلم بطرق السماء من طرق الأرض ، وعندهم آلاف الوصايا والإرشادات والكلمات والوصفات والطرق والبرامج التي صدرت منهم على شكل حديث أو دعاء أو زيارة أو سيرة لطلاب الكمال والرضوان الإلهي ، والعلماء هم مَن تربوا على أيدي الأئمة المعصومين ، فهم ورثة علوم الرسالة ، وهم العلماء الربانيون والفقهاء الإلهيون ، قد ألّفوا الكتب الأخلاقية التربوية والعرفانية ، وقدّموا إلى السالكين في طرق النور إرشادات محلية لبناء النفس والقرب الإلهي . وهذه الوصايا والإرشادات العرفانية في جملة تلك الآثار التي تركوها ، فهذه الوصايا طريق الكمال ودليل الوصال ، وهي توعية للإنسان تزيح الموانع عن طريق الجهاد . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي هو عبارة عن أربعين وصية أخلاقية وعرفانية كتبها مفاخر وكبار علماء الحوزات العلمية ، وكلّ واحد منهم كان علماً في عصره ، وقمّةٌ في المعرفة والكمال والعالم ، ومصباحٌ نيّرٌ في عصره ، فهم الفقهاء العارفون والعلماء الربانيون كالمحقق الجلي ، صاحب كتاب " شرائع الإسلام " الذي لمع حتى أصبح المرجع الفقهي الأول في الموزات العلمية . والعالم الكبير نجم العلم والمعرفة والتقوى والأدب ، العلاّمة الجليّ المتضلّع في العلوم المختلفة في زمانه ، وله على المجتمع الشيعي فضلٌ كبير . والشهيد الأول والشهيد الثاني شهيدي سماء الفقاهة وحاملي لواء التقوى والشجاعة ، مصنِّفَيّ اللمعة وشرحها . وقد أصبحت اللمعة وشرحها هي النص الدراسي لطلاب الحوزة العلمية منذ قرون ، ومنار المحققين والعلماء ، وغيرهم من العلماء العارفين كالمحلاّ محسن الفيضي الكاشاني ، والملاّ حسين قلي الهمداني ، والشيخ محمد بيد آبادي . والميرزا جواد آقا ملكي التبريزي ، والسيد محمد باقر الخوانساري ، وآية الله الشاه آبادي ، والشيخ محمد تقي المجلس ، ومحبي الإسلام في هذا العصر الإمام الخميني وغيرهم . . . إن مجموع هذه الإرشادات والوصايا الأخلاقية والتربوية هي توصيات تربوية ، الصادرة عن هؤلاء العلماء الكبار ، موجهة إلى تلامذتهم أو أحبائهم أو أولادهم ، بيّنوا لهم فيها كيفية الجهاد الأكبر وطرق محاربة الشيطان وأشكاله المختلفة ، كما بيّنوا لهم من خلالها كيفية إدارة النفس المضطربة ، وقد أوضحوا في هذه الوصايا والإرشادات كيفية الإستفادة من جنود العلم وجنود الرحمان لمواجهة جيوش الجهل وجنود الشيطان وجنود الشيطان ، علّموا طريقة بناء النفس وتربيتها وكيفية سلوك طريق الكمال ، ومعرفة النفس حقيقة العالم وكنهه ، والوقوف على حقائق الأمور . . وليس من المستغرب أن يكون أصحاب هذه الإرشادات والوصايا أنفسهم طلاب هائمون في سبيل العثور على الحقيقة والحق . إقرأ المزيد