تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار المجد للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:ثمة عناصر مشتركة بين الإنسان والكائنات الأخرى الموجودة في هذا العالم، وفي نفس الوقت فإنه يوجد العديد من الإختلافات بينهما.
يتمثل أبرز هذه الإختلافات أن للإنسان عقلاً يجعله متميزاً عن غيره من الأشياء، فكل ما حققه الإنسان عبر تاريخه الطويل يعزى فضله إلى الملكة العقلية التي يتمتع بها، لكن يبدو ...من الفارقات الطريفة أن الإنسان وهو يمتلك القدرة - لا زال يجهل، إلى حدٍّ كبير، الآلية التي يعمل بها عقله، فهو لا يعرف الكيفية التي تتكون فيها الأفكار لديه، أو كيف يتمكن بالإتيان بأفكار لا تخطر على بال الآخرين.
من هنا، تعدّ القدرة العقلية للإنسان - وهي القدرة التي تمكنه من التفكير في الأشياء بصورة منطقية ممنهجة - من أهم الفوارق النوعية بين الإنسان وبقية المخلوقات الحية.
لذا، حظيت عملية التفكير بكثير من الإهتمام من قبل الفلاسفة والمفكرين والتربويين في محاولة منهم لفهم طبيعة عملية التفكير هذه وخصائصها.
وإن فهم عملية التفكير لدى الإنسان تعدّ شرطاً ضروريّاً لعملية تطوير مهارات التفكير عند الإنسان، وبرغم اتفاق العلماء والباحثين التربويين على خصائص مشتركة لعملية التفكير، فإن هناك تبايناً فيما بينهم في تعريف التفكير.
ومهما يكن من أمر، فإن الإختلاف في تعريف التفكير يعود في الأساس إلى الإختلاف حول مفهوم التفكير.
من هنا، ومن أجل الإتفاق على مفهوم موحد للتفكير، وقع اختيار الباحث على تعريف عملية التفكير لدى الكائن البشري على أنها: "عملية عقلية قصدية يقوم فيها الشخص بالمقارنة بين الأفكار والمواقف من خلال ما هو متوفر لديه بين معلومات في محاولة للوصول إلى نتيجة معينة".
وهناك أنواع للتفكير لدى الإنسان، وقد قسمها الباحث إلى خمسة أنواع، باستطاعة الإنسان القيام بها وهي كالتالي: ١- البحث عن المعنى، وهو النوع الذي يشمل العمليات الذهنية الضرورية للتفكير، ٢- حل المسائل، وهذا النوع من التفكير يستهدف الوصول إلى حلّ مسألة معينة من خلال إتباع خطوات محددة تقود الشخص للحلّ، وهذا ما أتى الباحث على دراسته في هذه الدراسة.
٣- التفكير النقدي: يركز هذا النوع من التفكير على التوقع ومحاولة الربط بين السبب والمسبب، للوصول إلى النتيجة، وهو يتكون من مجموعة من المهارات مثل: التحليل والتقييم والإستنتاج والتفسير، وهو ما أفرد له الباحث عدة أقسام في الفصل المخصص له ضمن فصول هذه الدراسة الثلاثة، ٤- اتخاذ القرار، وهو النوع الرابع من أنواع التفكير.
وإلى هذا، فإن اتخاذ القرار هو نشاط عقلي يقع داخل مخ الإنسان في هذا النمط من التفكير يتم التركيز على مقارنة الجوانب التي تؤيد اتخاذ قرار ما والجوانب التي تعارضه.
وإن ما يتم في عملية اتخاذ القرار هو أن الشخص متخذ القرار يُواجه في تلك الحالة بمجموعة من البدائل التي يكون عليه أن يختار إحداها بحيث تكون أنسب البدائل وأقربها إلى تحقيق الهدف الذي من أجله يتخذ القرار، والذي يعدّ المحفّز لعملية اتخاذ القرار ككل.
٥- التفكير الإبداعيّ: يعدّ التفكير الإبداعيّ أرقى أنواع التفكير، فلا يمكن للمبدع أن يكون مبدعاً دون أن يتوفر على مهارات التفكير النقدي، والتفكير النقدي كان مثار اختلاف في تعريفه لدى الباحثين، وكان من أبرز الصعوبات التي أثرت سلباً على دراسة التفكير النقدي.
فعلى الرغم من وجود اتفاق بين المفكرين بأهمية التفكير النقدي في العملية التعليمية؛ إلا أنه لا يوجد اتفاق بين هؤلاء المفكرين على تعريف للتفكير النقدي.
وإن اختلاف المفكرين حول تعريف للتفكير النقدي يعود إلى اختلاف وجهات نظر هؤلاء المفكرين حول ماهية التفكير النقدي، ومما يتكون [...].
ويمضي الباحث على بيان ماهية التفكير النقدي لدى الباحثين والمفكرين، هذا وقد اشتملت هذه الدراسة على أربعة فصول، دار البحث فيها على ما يلي: ١- النظريات التعليمية والتفكير النقدي، ٢- التفكير النقدي، ٣- قياس التفكير النقدي (اختبارات لقياس التفكير النقدي، مخزون الإنطباعات في مجال الأعمال، اختبار كاليفورنيا لقياس قابليات التفكير النقدي، اختبار الدراسات القانونية للتفكير المنطقي: اختبارات التفكير النقدي المحلية، اختبار المتعلم نفسه)، ٤- التفكير النقدي عند العرب والمسلمين.
وقد تم إغناء هذه الدراسة بملحق اشتمل على اختبار كاليفورنيا للتفكير النقدي (النسخة العربية المترجمة). إقرأ المزيد