واقع التنمية الإجتماعية في الجزائر - دراسة تحليلية وتقييمية
(0)    
المرتبة: 275,437
تاريخ النشر: 17/05/2022
الناشر: ألفا للوثائق
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:من الصعب جدا الحديث عن التنمية الاجتماعية دون الحديث عن التنمية بوجه عام، باعتبار أن التنمية الاجتماعية جزء أو فرع من فروع التنمية تقدم وتطور كنتيجة تلقائية لنمو وتطور مفهوم التنمية، والامور التي دفعت بالفكر الاجتماعي الغربي للاهتمام بالتنمية الاجتماعية هي التغيرات التي طرأت على القارة الأوروبية كحصيلة لمخلفات الثورة ...الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وكنتيجة مباشرة أيضا للتنمية الاقتصادية التي احدثتها ثورة الآلات ومصادر الطاقة الجديدة التي لم تصاحبها تنمية اجتماعية منذ البداية، ففي حين زاد الدخل الوطني وزاد معه الدخل الشخصي في تلك المجتمعات، ضعفت السلطة الابوية وتفككت الروابط القرابة وظهرت العلاقات الاجتماعية الثانوية التي تتصف بالسطحية والعمومية والنفعية والجزئية، وحلت الضوابط الاجتماعية غير الرسمية، وقد ترتب على ظهور قلة تمتلك وسائل الإنتاج وكثرة لا تمتلك الا الجهد الذي تقدمه لصاحب العمل كسلعة تباع في الأسواق ولا يحصل في مقابل عمله الا على ما يكفي حاجته ليعيش عيشة الكفاف، كما ترتب على ذلك أيضا حدوث تفكك اجتماعي تمثلت مظاهره في زيادة نسبة الانحراف سواء على مستوى الفرد او الاسرة او المجتمع، فعلى مستوى الفرد زاد نسبة الجرائم، وزادت نسبة الإدمان، وكثرت حالات الانتحار، وعلى مستوى زادت الخلافات الاسرية وارتفعت نسبة الطلاق مما أدى الى تفككها، اما على مستوى المجتمع ظهرت في المدن الجريمة المنظمة، والاحياء الفقيرة، كما ظهرت في المدن الصناعية مشكلات ناجمة عن كفاية الخدمات وخاصة ما يتعلق منها بالإسكان والمواصلات والتعليم والصحة.
تزايد الاهتمام بالتنمية الاجتماعية بشكل خاص بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لحاجة المجتمعات المتضررة إلى إعادة إعمار مجتمعاتها والنهوض بها، وتزايد بشكل اكبر بعد تفاقم الاثار السلبية التي نجمت عن فشل تجارب التنمية المطبقة في الدول النامية، اذ لم تنجح كل المحاولات في احداث تنمية حقيقية مستدامة وشاملة فيها، الامر الذي اجبر المفكرين الاجتماعيين الى تقديم حلول لإشكاليات الدول النامية، فاتجهوا الى دراسة التنمية الاجتماعية متخذين المجتمع الصناعي الغربي نموذجا للدراسة، معتقدين ان نمط الحياة في المجتمعات الغربية هو النمط الذي تنشده المجتمعات الأخرى في مسيرتها التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
وقد تمت دراسة الواقع الاجتماعي لبعض المجتمعات الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لمعرفة الطريقة التي تحولت بها تلك المجتمعات من مجتمعات تقليدية متأخرة تعتمد طرق انتاج بدائية وتعيش في كنف عادات وتقاليد وقيم متخلفة الى مجتمعات صناعية متقدمة تعتمد على التكنلوجيا في الإنتاج وتسير في طريق النمو معتمدة على مجموعة من القيم الجديدة والانماط المستحدثة، وهدف المفكرين من ذلك كان الوصول الى نظرية عامة في التنمية الاجتماعية تشرح العوامل والمعوقات وتكون صالحة للتطبيق في دول العالم الثالث وتعالج مشكلاته. إقرأ المزيد