الإقتصاد العراقي بين العهدين الملكي والجمهوري 1921 - 1980
(0)    
المرتبة: 363,543
تاريخ النشر: 14/03/2022
الناشر: زاد ناشرون وموزعون
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:شهد العراق الكثير من الموجات البشرية التي استقرت منه على مدى آلاف السنين واستطاعت إن تؤسس حضارات متعاقبة لاتزال أثارها تشهد بذلك، ومما عمق من مكانته، الاستقرار وتنامي الثقافة والعلم بعد اختراع الكتابة التي وسعت من أفق سكانه فتعددت الاكتشافات المخترعات التي ساعدت في نموه وتطوره ومن ثم احتلاله مراكز ...مرموقة في كل العلوم، فكانت (مسلة حمورابي) أول قانون يشرع في العالم نظم حياة السكان وأعطى مثالاً واضحاً في العدالة والتعاون، ثم توالت الإنجازات في الزراعة والصناعة، فازدهرت الحياة، مما دفع الكثير من حكامه وفلاسفته الى التفكير في كيفية القضاء على (حوادث الموت) التي تصيب الإنسان في كل مراحل حياته، فانبرى عدد من سكان العراق للبحث عن هذا المجهول الذي يباغتهم فجأة ليسلب منهم الحياة، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الخلود... فكانت (ملحمة كلكامش) أول تراجيديا تسجل كفاح الإنسان للبحث عن قوة تمنع الإنسان من الموت، ثم تتابعت حركة التاريخ لتسجيل الكثير من الهجمات لأقوام قدمت من أماكن يجدب فيها كل شيء لتحصل على العيش الرغيد في هذهِ البقعة المهمة، من العالم. ولعل العراق من أكثر مناطق العالم تعرض لحملات وهجمات عسكرية وبربرية لاحتلاله تارة أو لضمه إلى إمبراطوريات ملوك طامعين بخيراته وثرواته تارة أخرى، واستمرت هذهِ الحملات إلى وقتنا الحاضر، فبعد سقوط الدولة العباسية التي أسسها العرب واختاروا العراق ليكون مركز للحكم فأسسوا أول مدينة على ضفة نهر دجلة كانت تسمى(بغداد)، حيث احتلت مكانه بين مدن العالم، فأصبحت حاضرة الدنيا وملاذ العلم والعلماء والكتاب والشعراء، حتى أطلق عليها لقب (مدينة السلام).
وقد استمرت على هذا الحال ما يقارب الخمسة قرون، انتهت بهجمات غوغائية من قبل أقوام همجية جاءت من أواسط آسيا سموا بالمغول والتتار، فخربوا البلاد وقتلوا العباد وحرقوا القصور وهدموا دور العلم والمكتبات، وقد تناقلت بعض القصص ان نهر دجلة قد أصطبغ لونه بالأزرق أو الأسود من جراء آلاف الكتب التي ألقاها المغول في النهر، بل أن بعض الروايات تشير إلى أن حجم تلك الكتب قد ملأ ضفتي النهر فصار ممراً لسنابك الخيول. وما هي إلا بضع سنوات عجاف حتى عادت بغداد حاضرة الدنيا، إلا أنها لم تسلم من المؤامرات فتوالت عليها الهجمات من كل حدب وصوب، فجأة السلاجقة والبويهيون والاتراك والإنكليز، ثم حكم ملكي فحكم جمهوري.
تبعها احتلال وقتل وتشريد وحرق وتهديم وسرقات، وقتل وجوع وحرمان، لايزال العراق ينتظر ساعة يحل فيها السلم والسلام، وتعود بغداد إلى سابق عصرها وليس ذلك على الله بعزيز. إقرأ المزيد