تاريخ النشر: 12/01/2022
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "فأني أحبت أن أذكر مذهب السلف من الصحابة ومن اتّبعهم بإحسان - رحمة الله عليهم - في أسماء الله تعالى وصفاته، ليسلك سبيلهم من أحبّ الإقتداء بهم والكون معهم في الدار الآخرة، إذ كان كل تابع في الدنيا مع متبوعه في الآخرة، وسالكٌ حيث ...سالك موعوداً بما وُعِد به متبوعه من خير أو شرّ، دل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا... ﴾... وقوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ... ﴾، وقال حاكياً عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾...
وقال في ضدّ ذلك: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾...
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ...﴾... وقال: ﴿ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ(*)يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ... ﴾... فجعلهم أتباعاً له في الآخرة إلى النار حين اتبّعوه في الدنيا.
وجاء في الخبر أن الله يُمثّل لكلّ قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا من حجرٍ أو شجرٍ أو شمسٍ أو قمرٍ أو غير ذلك، ثم يقول: (أليس عدلاً مني أن أولّي كل إنسان ما كان يتولاه في الدنيا؟)، ثم يقول: (تتبع كلٌّ أمة ما كانت تبعد في الدنيا)، فينعونهم حتى يهوونهم، أي يسقطوهم في الحجم.
فكذلك كل من اتبع إماماً في الدنيا في سنة أو بدعة أو خير أو شرّ كان معه في الآخرة؛ فمن أحبّ الكون مع السلف في الآخرة، وأن يكون موعوداً بما وعدداً به من الجنات والرضوان فليتبّعهم بإحسان، ومن اتّبع غير سبيلهم دخل في عموم قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾... [...].
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول المؤلف من خلاله مذاهب السلف من الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.
وقد اشتمل ذلك على أبواب ثلاثة، جاء الباب الأول في بيان مذهب السلف من الصحابة في صفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في كتابه وتنزيله، أو على لسان رسوله، من غير زيادة عليها، ولا نقصٍ منها، ولا تجاوزٍ لها، ولا تفسيرٍ لها، ولا تأويلٍ لها بما يخالف ظاهرها، ولا تشبيه بصفات المخلوقين، ولا سمات المُحدَثينَ، بل أقرُّوها كما جاءت، وردّوا علمتها إلى قائلها، ومعناها إلى المتعلم.
الباب الثاني: في بيان وجوب إتباع السلف من الصحابة والحثّ على لزوم مذهبهم وسلوك سبيلهم، وبيان ذلك من الكتاب والسنّة وأقوال الأئمة.
الباب الثالث: في بيان أن الصواب ما ذهب إليه السلف رحمة الله عليهم بالأدّلة الجليّة، والحجج المرضية، وبيان ذلك من الكتاب والسنّة والإجماع والمعنى. إقرأ المزيد