تاريخ النشر: 21/09/2022
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يمثل هذا الكتاب وهو رحلة (أساس السعادة) مذكرات الإمام المصلح آية الله الميرزا حسن الإحقاقي في رحلة سفره من كربلاء المقدسة إلى طهران، برفقة أخيه الحكيم الإلهي آية الله الميرزا علي الحائري، حيث ضم الكتاب العديد من الحوارات والنقاشات التي كانت تدور في ذلك الوقت، والتي لا زال بعضها ...يعيده الزمن.
كما قدم لها الإمام المصلح الكثير من الحلول بأسلوب رائع وبديع، إضافة إلى ذلك فإن هذا الكتاب يحكي مشاعر الناس الصادقة وأحاسيسهم، وهمومهم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب كان قد طُبع باللغة الفارسية مرتين، الأولى سنة 1303هـ، ش الموافق سنة 1342هـ ق تقريباً، والثانية سنة 1442هـ. ق بتقديم الشيخ رسول جعفريات مدير مكتبة جامعة طهران، ولم يطبع باللغة العربية قبل هذا.
لذا تعتبر هذه الطبعة هي أولى طبعاته باللغة العربية، وقد تم بذل الجهد في ترجمتها وتحقيقها، بما يفوق الطبعات الفارسية.
وبالعودة، فإن كاتب هذه الرحلة سماحة آية الله الحاج الميرزا حسن الإحقاقي الحائري الأسكوئي (1318 - 1421هـ)، إلى إحدى الأسر العلمية في إذربيجان القريبة، حيث حافظت هذه الأسرة على مكانتها العلمية لما ينيف على القرنين من الزمن ويعود التأسيس العلمي لهذه الأسرة إلى الجدّ الأكبر لصاحب هذه الرحلة، وهو (الآخوند الملا محمد سليم) - من أهالي قرية (أو شتبين) من توابع (قرّه داغ) من أعمال (آرسياران) - إذ دعاه سكان مدينة (أُسكو) وهو في طريقه إلى زيارة العتبات المقدسة، ليقيم عندهم، وربما كان ذلك حوالي عام 1200 للهجرة، ومن حينها اكتسبت الأسرة لقب (الأسكوئي).
وقد ولد نجله (الميرزا محمد باقر) في هذه سنة 1320هـ، ودرس هناك، ثم انتقل إلى النجف الأشرف سنة 1261هـ ليفتح بذلك منعطفاً جديداً في التاريخ العلمي لهذه الأسرة؛ حيث حصر درس الشيخ مرتضى الأنصاري.
والميرزا حسن كَوهو وغيرهما من كبار علماء الطائفة، وبقي هناك حتى أصبح عالماً يشار إليه بالبنان، وألف العديد من الكتب، بالإضافة إلى رسالته العلمية ورسالته في مناسك الحج، وكانت وفاته سنة 1301هـ ليخلفه نجله - والد صاحب هذه الرحلة المولود في كربلاء الشيخ موسى الأسكوئي (1279 - 1364هـ) في الزعامة العلمية لهذه الأسرة، والدي أكسبها لقب (الإحقاقي) بتأليفه كتاب (إحقاق الحق)، بعد اكتساب الحائري؛ نسبة إلى الحائر الحسيني الشريف، بحكم المولد، وقد واصل دراسته في النجف الأشرف عند كبار العلماء هناك.
وقد لعب الميرزا موسى دوراً كبيراً في توسيع رقعة الريادة العلمية لهذه الأسرة، لتصل شهرتها من هناك إلى البحرين والأحساء والكويت بعد أذربيجان، وأصبح له هناك مقلدون يرجعون إليه في الفروع.
وكانت وفاته سنة 1364هـ تاركاً مؤلفات هامة، ومخلفاً ثلاثة أولاد منهم الميرزا حسن الأسكوئي صاحب هذه الرحلة (1318 - 1421) الذي ولد في كربلاء المقدمة، كما أشرنا آنفاً، ودرس على يد أخيه الأكبر الميرزا علي الأسكوئي، الذي رافقه في هذه الرحلة، كما درس عند غيره، لينتقل بعدها إلى النجف الأشرف، وحضر هناك دروس الآيات العظام: (شيخ الشريعة)، و(الشيخ الميرزا النائيني)، و(السيد مصطفى الكاشاني)، ثم انتقل بعد ذلك إلى مشهد المقدسة، ليقيم هناك ما بين عامي (1360 - 1365هـ)، وحضر خلالها دروس جملة من العلماء.
وبعد وفاة شقيقه الأكبر الشيخ الميرزا علي الإحقاقي في الكويت، أخذ مقلدوه ومقلدو والده يرجعون إليه في التقليد، وبذلك آلت إليه المرجعية الدينية والفقهية، فانتقل إلى الكويت؛ ليتولى شؤون مقلديه على المستوى العلمي والديني والإجتماعي.
وكان مركز نشاطه في الكويت في جامع الإمام الصادق عليه السلام، الذي بناه شقيقه الأكبر سنة 1345هـ، وفي الكويت بدأ الشيخ الميرزا حسن الإحقاقي ممارسة مهامه بنشر رسالته العملية إلى مقلديه بعنوان (أحكام الشيعة)، وبالإضافة إلى هذه الرسالة العلمية فإن للشيخ الإحقاقي، الكثير من المؤلفات الأخرى.
وبالعودة، فإن هذه الرحلة عبارة عن مدونات كتبها الشيخ حسن الأسكوئي الإحقاقي حول رحلاته التي قام بها وما واجهه فيها.
ويمكن القول بأنها مدونات في أدب الرحلات، تشتمل على الكثير من المعلومات حول الأماكن التي زارها والأشخاص الذين التقى بهم، كما أغنى الشيخ حسن الأسكوئي الإحقاقي مدوناته هذه بالكثير من المسائل الفقهية التي تغني القارئ والباحث. إقرأ المزيد