عباس بن فرناس ؛ حكيم الأندلس
(0)    
المرتبة: 70,239
تاريخ النشر: 08/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:عباس بن فرناس هو أبو القاسم بن ورواس التاكرّنيّ القرطبي . وإسم أبيه ، وإسم جده من الأسماء البربرية . ومعلوم أن الذين دخلوا الأندلس مع طارق بن زياد وموسى بن نصير كانوا من العرب والبربر معاً . وقد أشار مؤرخ الأندلس : محمد عبد الله عنان إلى هذا ...في أثناء التعريف به فقال : " أصله من كورة ( تاكُرنا ) بجنوب الأندلس في شرق المثلث الإسباني ، وينتمي إلى أسرة من البربر إلى ذلك الجنس الذكي النابه الذي اعتنق الإسلام والعروبة في عصر مبكر ، واضطلع بأعظم قسط ( تحمّل أعباء كبيرة ) في فتح الأندلس ، وفي الغزوات الكبرى في ما وراء جبال البيرينية ( الفاصلة بين إسبانيا وفرنسة ) ثم بعد ذلك في حماية الأندلس على امتداد حياتها عصوراً ، وساهم أخيراً بقسطٍ بارزٍ في تراثها الحضاري العظيم " كان عباس بن فرناس من أشهر أعلام الأندلس في القرن الهجري الثالث ( التاسع الميلادي ) في مجالات الآداب والعلوم والفنون ومن أكثرهم عطاءً ونتاجاً واختراعاً . وعليه يمكن القول بأن هذا الكتاب يضم سيرة أحد الرجال الأعلام الذين تركوا في تاريخ الأمة الحضاري أثراً كبيراً في مجالات شتى في قضايا الفكر والفن والأدب والموسيقى والغناء والعمارة والنحت ، إضافة إلى الفلسفة والكيمياء والفلك ، وإلى تقديمه رؤيةً نظريةً وتطبيقاً عملياً لأول محاولة للطيران عرفها التاريخ . ولم يكن كثيراً عليه أن يوصف من قِبَل أهل الأندلس ( بلده الذي ينتمي إليه ) بلقب ( حكيم الأندلس ) بسبب إتقانه تلك الفنون والعلوم ، وتقديمه الإختراعات والإكتشافات التي سجّلها تاريخ العلوم بإسمه مع التنويه به ، والإشارة العالية ، الرجل العبقري عباس بن فرناس سيطالع القارىء في هذا الكتاب سيرة حياة هذا الأديب ، الفنان ، العالم ، المخترع : أن يذكر المؤلف ما أجاد فيه هذا العبقري وما أبدعه وما صنعه ، وما قدّمه لأهل عصره ( ولمن يجيء بعدهم ) من عطاءٍ فكري نظري ، ومن تطبيقاتٍ عملية من أجهزة وأدوات كانت جزءاً من التقدم العلمي في ذلك العصر . وهذا كله نشاط عرفه أهل الأندلس وأهل المغرب ، والمشرق العربي ، وانتقل كثيرٌ منه إلى التراث الإنساني عن طريق الترجمة أو النقل المباشر ، ولقد كانت الأندلس مركز إشعاع حضاري يصل تألقه إلى الغرب ، ولعباس بن فرناس أثرٌ في ذلك . وكانت مدارس الأندلس ومعاهدها العلمية مفتوحة لطلاب العلم والمعرفة القادمين من أوربة للتخصص ولإتقان أنواع الصناعات والفنون ذات السمعة العالية في أنحاء العلم القديم ( من أوربة وأفريقية وآسية ) . وإلى ذلك ، تضم سيرة عباس بن فرناس هذه ، بالإضافة إلى سرد سيرة حياته ، إيضاح لمبتكراته ومخترعاته ، وفيها تبيانٌ لجوانبه الفكرية والعلمية والأدبية ، ووقفةٌ خاصةٌ عن تجربته النظرية والعملية للطيران . يتخلل الكلام على هذه الجوانب التنبيه إلى استجابة أهل عصره لكل ما صنع وابتكر ابتداءً من أمراء الأندلس ، وصولاً إلى متابعيه من أهل قرطبة الذين كانوا شهود عيانٍ على تلك المدّة ، والإشارة إلى بعض ما قيل فيه ، وفي أعماله في الدراسات الأجنبية كتراثنا العلمي في المشرق والأندلس . بالإضافة إلى ذلك فقد تخللت هذه السيرة تقديم نصوص من شعره على شيء من الإيضاح والشرح ، كلما كان ذلك ضرورياً أو مناسباً ، وردّ بعض الآراء الخاطئة في الحكم على أدبه ، وعلمه ، وشعره خاصة ، كما تمّت إزالة بعض الأخطاء التاريخية التي وردت في كتابات عددٍ من الباحثين في طبيعة علاقته بالدولة التي هو في ظلها التي ينتمي هو وقومه بالولاء إلى حكامها من بني أميّة . إقرأ المزيد