تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:مصنف هذا الكتاب هو الإمام العالم القدوة المشهور بالزهد والورع والفلاح، الجامع بين العلم والعمل: أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمدٍ العبدوي القبيلي الفاسي المغربي ثم المصري المالكي؛ الشهير بابن الحاج، كان فقيهاً عارفاً بمذهب الإمام مالك، فقد تفقه بالفقه المالكي في بلاده، وسمع بالمغرب من بعض ...شيوخه.
وقد حجّ وسمع موطأ مالك وحدّث به، ثم قدِم القاهرة وسمع بها الحديث، وحدّث بها فصار ملحوظاً بالمشيخة والجلالة.
وقد ذكر السيوطي فيمن ان بمصر من فقهاء المالكية، صحب ابن الحاج جماعة من العلماء والصلحاء أرباب القلوب، وتخلّق بأخلاقهم، وأخذ عنهم الطريقة، كما أخذ عنه كثر، وقد قال ابن حجر في ترجمته لابن الحاج: ولشيخنا شمس الدين محمد بن عليّ بن ضرغام بن سُكّر منه إجازة"؛ وقال ابن فرحون المالكي: "قال شيخنا عفيف الدين المَطيريّ: وأجاز الشيخ أبو عبد الله لمن أدرك حياته [...].
وقد ترك ابن الحاج مؤلفات وآثار، توفي ابن الحاج سنة 737هـ في القاهرة، وكان قد كُفّ بصره في آخر عمره، ومن مؤلفاته المهمة كتابه هذا الذي يقول في مقدمته: "وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم ويقود إلى التدريس في أعمال النيات، ليس إلا... فإنه ما أتي على كثير من الناس إلا من تضييع النيات.
فقد رآني ذكرت بعض ما كان يجري عنده من بعض الفوائد في ذلك لبعض الإخوان، فطلب أن أجمع له شيئاً لكي يعرف تصرفه في نيته، وفي عبادته وعلمه وتسببه، فامتنعت من ذلك خوفاً مما ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم في القوم الذين يمضغون ألسنتهم يوم القيامة أنهم العلماء الذين لا يعملون بما يعلمون...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة عالماً لم ينفعه الله بعلمه"... فامتنعت أن أتكلم بشيء لم يحتو عليه عمل فأقع فيما تقدم ذكر، لكن عارضتني أحاديث أخرى، لا سيما إذا طلب مني، فارتكاب معصية واحدة أخف بالمرء من ارتكاب معصيتين بالضرورة القطعية.
والأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "ألا فليبلغ الشاهد الغائب، فلعلّ بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه"...
وقد أخذ الله العهد على العلماء أن يعلّموا... فأشغفت من هذا أكثر من الأول، فآثرته عليه، مع أن فيه فائدة أخرى كبيرة؛ وهو أن يكون تذكرة لي في كل وقت وحين بالنظر فيه ومطالعته [...].
من هذا المنطلق عزم المؤلف تأليف كتاب في هذا الموضوع، أي متعلقات النيات، ولقد بدأه بآية من كتاب الله تعالى تبركاً، مستدلاً بذلك على ما يريده، أي القصد من وراء هذا الكتاب، بآيات وأحاديث تمسّ الحاجة إليها في بعض المواضع، حيث كان يأتي ببعض الأحاديث بالنص والنسبة لناقلها، وبعضها بالمعنى - وعدم النسبة للضرورة الداعية إلى نقله...
كما كان ينبه إلى بعض الآداب التي وجد بعض الناس بضدّها، فكان يطبل الوقوف في هذا الموضع، حتى يتبين وجه الصواب بادئاً بما هو الأولى والآكد والأهم، ثم الأمثل بالأمثل، مرتباً ذلك على فصول، وسمّاه بمقتضى وضعه: "كتاب المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات، والتنبيه على بعض البدع والعوائد التي انتحلت وبيان شناعتها وقبحها".
وهذه لمحة عن بعض مواضيع ما جاء في تلك الفصول، قدر الإمكان: - في التحريض على الأفعال كلها أن تكون بنية حاضرة، - في كيفية محاولة الأعمال كلها أن ترجع إلى الوجوب أو الندب - في الهبوب من النوم ولبس الثوب وكيفية النية في ذلك كله - في الاستبراء وكيفية النية فيه - في الوضوء وكيفية النية فيه - في العالِم وكيف نيته وهديه وأدبه... في آداب الأكل، - في عبادة المريض...
في خروج النساء إلى شراء حوائجهن وما يترتب على ذلك - في السكن على البحر - في زيارة القبر... في اجتماع النساء بعضهن مع بعض... المواسم التي نسبوها إلى الشرع وليست منه... - في المولد - في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب - في خميس العدس في ذكر اليوم يزعمون أنه سبت النور - في مولد عيسى عليه السلام - في بعض عوائد اتخذتها النساء آل الأمر فيها إلى الإخلال ببعض الفرائض - في صوم أيام الحيض... في رجوع العالم من السوق إلى بيته وكيفية نيته في ذلك...
في ذكر آداب المجاهد وكيفية نيته وهديه - في الغنيمة - في الأوصاف الموجبة للمزية - في حكم المرتدين... في الرباط وفضله وذكر الخيل وفضلها - في فضل الشهادة...في صفة الفلاحة - في صناعة الخياطة فصول متفرقة... [...].
وهذا غيض من فيض ما جاء في هذا المؤلف الذي اشتمل على أربعة أجزاء ضمن مجلدين؛ وأخيراً يمكن القول بأن هذا المؤلّف، جمع علماء غزيراً، وإن الإهتمام بالوقوف عليه متعيّن: "هذا ما أوصى به ابن فرحون المالكي عندما ترحم لصاحب المدخل.
من هنا، فإن هذا الكتاب يصدر بطبعة منقحة وفيها الكثير من الفوائد حيث تم الإعتناء به شرحاً وتحشية، ويشير المؤلف بأنه وخشية الإطالة على القارئ، عمد إلى الإختصار في عملية التحقيق على ضبط نص التاب حيث الترقيم والشكل لما يقع فيه الإبهام.
كما عمد إلى إضافة بعض العناوين اللازمة في مواضعها، مشيراً إلى هذه الإضافة بوضع العناوين المضافة بين معقوفين [ ]، وربما أوهَمَت بعض العبارات على القارئ، فكان يلجأ المحقق إلى توضيحها في الحاشية.
وقد يعمد في مواضع أُخَرى إلى إثبات خلاف الأصل في نص الكتاب - في حال لم يجد له وجد صواب مع إشارته في الحاشية إلى عبارة الأصل، مضيفاً بأنه التزم إثبات عنوان الكتاب كاملاً كما سمّاه مؤلفه في مقدمة الكتاب، خلافاً لما عليه النسخ المطبوعة سابقاً.
كما قام بتصدير الكتاب بترجمة وافية لابن الحاج. إقرأ المزيد