تاريخ النشر: 16/11/2021
الناشر: الجامعة الأميركية في بيروت
نبذة الناشر:كشفت الأحداثُ بعد سقوط النظام السياسيّ العراقيّ في العام 2003 عن مجتمعٍ مزقته حروبٌ وحصارٌ واستبدادٌ طالَ أمدُه، فظهرت أزماتٌ ومشكلاتٌ مُتجذرةٌ: أزمةُ هُويَّةً، وتشظّ عِرقي وطائفي عميق، وتدمير شبه تام للمؤسَّسات الحديثة، وغيابٌ مطلق للمجتمع المدني، فعاد المجتمع إلى سياسة هويّات ما قبل الدولة. وهذا الكتاب يخوض في غِمار ...ذلك كله، ويسعى إلى التبصُّر في حال العراق سياسةٌ واقتصادًا ومجتمعًا وثقافةً بالمعنى الواسع للكلمة، تشمل دور الدِّين لاهوتًا ومؤسساتٍ وطقوسًا وحركاتٍ سياسيَّةً.
ويخلص إلى ان الحركاتِ الإسلاميَّة العراقيَّة، الشيعيَّة منها والسنيَّة، هي حركات تتبنّر لاهوتَ الدولة من دون أن تتمكنَ من تحقيقه في دولة اللاهوت. وخلاصة أخرى هي أن الطائفيَّة في العراق ليست تنظيمًا اجتماعيًّا بل فضاءً ثقاقيّ قد جرى تسييسه منذ عقود قبل حرب 2003، أما بعد ذلك فقد جرت عسكرته ثم انحسرت العسكرة، لكن التسييس اشتد.
وهناك حركةٌ معاكسةٌ قويَّةٌ تنمو باطَّراد ضد هذا التسييس.
أما الخلاصة الأهم فهي: إنّ ضعف الدولة وتعدديَّة المجتمع اليوم، وإن لم يكونا ديمقراطيّين، يسهمان في الحيلولة دون احتكار السلطة ويردعان الأصوليَّة. والتجزؤ الدينيّ بين الطوائف وفي داخلها أيضًا يدعمُ البدائلَ الديمقراطيَّة عَبر مجرد كبحِهِ لاحتكار السُّلطة أو تركيزها.
سوف تستلزمُ العواملُ المؤسساتيَّةُ، والاقتصاديَّةُ، والثقافيَّةُ وسواها من العوامل الديمقراطيَّة وقتًا ليس قصيرًا لتتخذَ شكلَها الجنينيّ، وتقفَ على قدميها بثبات، وسوف نتعلمُ المزيدَ من الدروس من الحالة العراقيَّة، وسوف تظل الكثيرُ من الأسئلةِ تتردّد حول كونِ عمليَّةِ الولادةِ القيصريَّةِ تستحقُّ العناءَ. إقرأ المزيد