تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة الناشر:هذا هو المجلد الخامس والأخير من مشروع (المنهج في فهم الإسلام)، ويتضمن التنظير لنظام جديد من التفكير المنهجي في قبال ما تعارف لدينا من نُظم التراث الإسلامي التي أثبت "الواقع" خللها.
وفي هذا النظام تترتب العلاقة بين النص والواقع يجعل الواقع مرجعاً يُحتكم إليه في فهم النص وحل إشكالياته.
فالواقع هو أساس ...التفكير والتكوين المعرفي بعد البديهات العقلية والمنطقية، لذا يمكن توظيفه كطرح مضاف إلى الإشكالية التقليدية الخاصة بالعقل والنص، وهي الإشكالية التي أفرزت علاقتين مختلفتين، إحداهما لصالح العقل في قبال النص والواقع كما في علم الكلام، والأخرى لصالح النص أو البيان في قبال العقل والواقع كما في علم الفقه.
أما الإشكالية التي يبدي فيها الواقع نوعاً من السلطة والهيمنة فقد ظلت غائبة لم تظهر على مسرح الفكر الإسلامي، سواء في علومه العقلية أم النقلية، الأمر الذي جعل هذا الفكر يصل إلى نهاية مسدودة.
وأهم ما يميز النظام الواقعي عن نُظم التراث هو أن الأخيرة قائمة على إدعاءات خاصة غير مشتركة، ففي حد ذاتها تحتاج إلى تحقيق؛ إن كانت تُقبل أو لا تُقبل؟ ولمّا كانت هذه الإدعاءات مؤسسة على قضايا قبلية دون أن يكون لها مساس بالعقل البعدي؛ لذا كان التحقيق فيها إما غير ممكن لتجردها عن الواقع، أو أنها رهينة التحقيق الواقعي، وهو المعيار الذي يستند إليه النظام الواقعي.
فالتمييز بين هذا النظام وغيره هو أنه يعتمد على العقل البعدي، ويتقوم بالقبليات المشتركة التي يقرّها الوجدان الفطري، فهو قائم على أربعة عناصر معتمدة هي: الواقع والوجدان والمقاصد والفهم المجمل للنص، فالواقع بمثابة المولد المعرفي، أما الوجدان والمقاصد والفهم المجمل فهي تعمل كموجهات للفهم.
وبحسب هذا النظام تعتبر الأحكام الدينية أحكاماً "نموذجية" وليست "مركزية" كالتي يصورها الفقهاء، وهي بهذا ليست قابلة للقياس والإستصحاب... إقرأ المزيد