تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة الناشر:هذا هو المجلد الرابع من مشروع (المنهج في فهم الإسلام)، ويُعنى بالكشف عن طبيعة نمط التفكير الدائر في أروقة النظام المعياري، وفيه تستقطب نظرية التكليف علوم هذا النظام، فهو معني بتحديد علاقات الحق بين المكلِّف والمكلَّف.
ويشتمل هذا النظام على منهجين أساسيين هما منهج العقل والبيان، وبحسب المنهج العقلي إن صفات ...النص الديني هي على خلاف صفات العقل، إذ يتصف الأول بالمجاز والإحتمال والتشابه، فيما يتميز الأخير بالحقيقة والقطع والإحكام، وهو ما جعله يرجح العقل على النقل عند التعارض ويكرس ظاهرة التأويل نصرة لقبلياته العقلية.
مع ذلك لم يتخذ هذا المنهج منظومة مشتركة ولا قاعدة متحدة، فقد كان هناك عدد من القواعد جعلت منه يتعدد بتعددها، بل ويتناقض بتناقضها، ففي الغالب كان منقسماً إلى إتجاهين متضادين تولد عنهما الصراع والنزاع، بالإضافة إلى صراعه الآخر مع البيان، بل ومنافسته للنص الديني أيضاً.
أما المنهج البياني فقد رأى إن النص يتصف بالوضوح والتفصيل، ففهمه مستمد من لغة النص وإعتباراته العرفية، وهو يعدّه أساس التكوين والتقويم المعرفي.
فالتفكير البياني هو تفكير قائم على تتبع النصوص الدينية مع تجنب المصادر المعرفية الأخرى التي يمكن أن تؤدي دورها في التأثير على النتائج، كالمصدر العقلي وما إليه، وأول من نظّر لهذا الفعل في إبطال كل ما لا يعود إلى النص هو الشافعي عند تأسيسه لأصول الفقه، وكانت بصماته قوية على الفقهاء الذين جاؤا بعده...
لكن هذا المنهج ضعفه وقصوره ومصادمته للواقع، وإن ما يدعيه من قاعدة الوضوح تنقضه الخلافات الكثيرة التي دارت في أروقته إلى درجة الصراع بين البيانيين أنفسهم، يضاف إلى خطورة هذا المنهج كما نلحظ آثاره الكارثية التي تفشت يوماً بعد آخر. إقرأ المزيد