الإنهيار ؛ حكايا لبنانية معاصرة
(5)    
المرتبة: 209,538
تاريخ النشر: 05/07/2021
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:ها نحنُ على كفِّ عفريتٍ لم يتعبْ يوماً... يلهو بنا كلَّ يومٍ ألفَ مرَّةٍ... يرمي بنا في في هاويةٍ ليس لها قرار... هكذا نحنُ يا نديمُ في هذا البلدِ... كالواقفِ على حدٍّ شفرةٍ السِّكينِ... لا نستطيعُ أنْ نتقدَّمَ ولا أنْ نتراجعَ... ولا حتَّى أن نبقى مكاننا... نبحثُ عن حلٍّ ونحنُ ...نعرفُ في قرارة أنفسنا أن لا حلولَ في الأفقِ بل لا أفق... لا يوجد أسوأ ممَّا نحنُ عليه ومع ذلك نحنُ نسير من سيِّئٍ إلى الأسوأ...
تلك المفارقةُ الكبرى يا نديم... نحنُ أغبياء... أو بالأحرى ارتضيْنا أن نكونَ كذلك... وافقنا أن يُعادَ علينا نفس الكابوسِ المملِّ المرَّةَ تلوَ المرَّةِ... يقولون أنَّ من يجرّب المجرَّب عقله مخرَّبٌ...
ونحن عقولُنا خربةٌ بلا شكٍّ، وربَّما ليس لنا عقول في الأصل... ها نحن جرَّبناهم عشرات المرَّاتِ ولم نتعلَّمْ... نحن شعبٌ نأكل ما تقيَّأناه بالأمسِ... وبلذَّةٍ وشراهةٍ أيضاً... صبرنا عليهم صبر الأمِّ على ابن عاقٍّ يَعدُها بالتوبَّة في كلِّ مرَّةٍ...
لنكتشفَ في النهاية أنَّ هذا الإبن ليس عاقّاً ولا بارّاً... بل ليس ابناً في الأصل... لم يكنْ كذلك يوماً... إنَّه اللَّقيط الَّذي ربَّيناه ولم تطمرْ فيه علامات الإحسانِ، فكبر حتَّى أضحى وحشاً ينتهزُ الفرصةَ كي يغرزَ السِّكينَ في ظهرِنا... ويبقرَ بطونَ نسائِنا... لكنْ مِن حُسنِ حظِّنا أن لا أرحام لديهنَّ ولا أجنَّة... عقيمٌ عقيمٌ ومطلقٌ... إقرأ المزيد