أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد
(0)    
المرتبة: 132,852
تاريخ النشر: 01/06/2021
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يعتبر كتاب "مؤتمر علماء بغداد" من الكتب التي طالما تناولته الأيدي، وتقبلته النفوس، فهو من أعظم الكتب التي تعطي صورة واضحة المعالم عن الصراع العنيف الذي كان بين السنة والشيعة، هذا الصراع الذي قسم الأمة إلى فرق وجماعات، حيث كانت بدايته بعد رحيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ...مباشرة عندما اجتمع الأنصار والمهاجرون في سقيفة بني ساعدة الأنصاري، فاختلفوا في تعيين الخليفة؛ فالخلاف على الإمامة ليس خلافاً هامشياً كما يصوره البعض؛ بل هو خلاف يدخل في عمق الإسلام، ولعظم الخلاف قال الشهرستاني: "وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة؛ إذا ما سئلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية، مثل ما سئلّ على الإمامة في كل زمان".
وإلى ذلك، ومن هذا المنطلق، ونظراً لأهمية موضوع الكتاب فقد تم الإعتناء به، وهنا يقول المحقق: "فلذاك... ولعدة أسباب أخر سنتلوها عليك كان فرضاً على العالم أن "يكلم الناس على قدر عقولهم" فيأتي بكلام سهل وأسلوب وبسّط يشرح به عقيدة الحق...
وهكذا وقع الإختيار مجدداً وبكل فخر على كتاب حقٍّ يزهو بين الأقران... ألا وهو كتاب "مؤتمر علماء بغداد" فكان شرحه بـ "أبهى المداد"... ولعمومي فقد سطرته بطريقة يرضاها الله والرسول والآل... فجاء كتاباً جليلاً فيه من أمر آل البيت ما تنفطر له القلوب الحرّى وترتي أحزان العيون الدمعى... [...].
أما الداعي إلى إعادة النظر في هذا الكتاب، والذي عمد المحقق في شرح مضامينه، وكما يشير، فأمور: الأول: كونه وافياً بالمطالب التاريخية والفقهية والفلسفية ولا سيما أمر الخلافة التي طالما دار الجدال حولها بين المذاهب... لا وبل داخل المذهب الواحد...
وأما الدافع الثاني: تكون طريقة المتن بتلك السلاسة التي تنساب إلى النفوس وتترك في ذهن القارئ أثراً خيّراً وبذرة طيبة... ولقد كثر الطلب على هذا الكتاب في طبعتيه الأُولَتيْن المختصرتين شرحاً وتعليقاً... فكان هذا بنفسه أمراً يحثّ على التوسع في شرح المتن بنفس الأسلوب خدمةً لمن تعطّش للحق وابتغاه...
والأمر الثالث المتفرّع عمّا سبق كون كثير من مطالب الكتاب بحاجة لتوسيع وزيادة... وإذا كان الهدف في الماضي هو إبراز الكتاب إلى عالم الوجود من بين كتب تكاد تندثر وينمحي اسمها، صار هدف المحقق، وكما يشير أيضاً - في هذا الحاضر المتصرمة أيامه: تنقيح القديم وتوسيعه لكثرة ما لمسه من حاجة حجمٍّ غفير رغم تكاثر مشاغله، وسبب رابع كان دافعاً إلى هذا الأمر، وهو اندثار مادة التاريخ من الحوزات العلمية دونما اكتراث لأهمية حوادث الماضي وأقرها فيها الأمة الإسلامية فيه من تخبط على ساحتها، وعلى الساحة اللبنانية على وجه الخصوص.
مضيفاً أنه يدخل في السبب السابق أمرٌ خامس وهو جهلة أولئك السوقة وهو كون هذا الأمر لا يقوم إلا على يدّ من له في الأمر دراية ولا يُدرس إلاّ على من ألقى الحشية في روعه "كان لزاماً عليّ... وإن العبد القاصر - أن أظهر ما أمرت بحرمة كتمانه"... فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله [...].
ولما قام المحقق بإدراج ما أدرج في هذا الكتاب الجليل من مختلف المشارب خرج به موسوعة فيها ما يغني اللبيب، ويسدّ جزءاً من ثغرة في المكتبة الإسلامية المفتقرة إلى الكتابة الموسوعية بما يعني الكتابة العلمية الوافية الشافية التي قوامها التحقيق والتدقيق والبعد عن الأهواء والنزعات السياسية والتعصبات المذهبية. إقرأ المزيد