تاريخ الجنسانية 3 ؛ الإهتمام بالذات
(0)    
المرتبة: 7,891
تاريخ النشر: 13/04/2021
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة الناشر:على الرغم من وجود عدة ترجمات، فإن دار التنوير تعيد ترجمة ونشر كتاب "تاريخ الجنسانية" لثلاثة أسباب: الأول، لأن هذا الكتاب نُشر من دون إحترام حقوق التأليف، والثاني، لأنه كتاب مهمّ جداً، والثالث، هو مناسبة صدور الجزء الرابع من الكتاب، والذي يُترجم لأول مرة، بحيث يكتمل "تاريخ الجنسانية" الذي كان ...آخر ما كتبه فوكو.
"ماذا تكون الفلسفة - أعني النشاطات الفلسفية - إنْ لم تكن العملَ النقديّ الذي يجربه التفكير على ذاته؟ إنْ لم تكن قائمة، ليس على شرعنة ما هو معلوم، وإنما على الشروع في معرفة كيف وإلى أي مدى يمكن التفكير بطريقة مختلفة؟...
وفي كل الحالات تلك هي بالضبط وظيفة تاريخ الأفكار، في مقابل تاريخ السلوكيات أو التمثلات، أي إنها تعريف الظروف التي يضع الإنسان وجوده، وما يقوم به، والعالم الذي يعيش فيه محلّ طرح إشكالي".
إنطلاقاً من نظرته هذه، فإن فوكو لم يكتب تاريخاً للجنسانية، بمعنى سلوكات وتطبيقات الجنسانية في مراحلها المتعاقبة، بل عمل على دراسة الصيغ التي تؤدي بالأفراد تاريخياً إلى التعرّف على أنفسهم كأشخاص جنسانيين، وتحليل الممارسات التي من خلالها انتهى الأمر مع الأفراد إلى توجيه الإنتباه نحو أنفسهم بالذات، بأن يكتشفوا في اللذة حقيقة وجودهم.
إن الإهتمام بمسألة الذات، قاد فوكو إلى الإشتغال على مشروع الجنسانية، الذي يتمحور نظامه العام حول تاريخ الأخلاق أو حول سؤال: لماذا نجعل من السلوك الجنسي مسألة أخلاقية؟...
فالجنس كان دائماً المكان الذي تتعقد فيه حقيقة الذات الإنسانية، فبعد الحرية الجنسية التي ميزت العنصرين الإغريقي والروماني، شهد القرن 17م ولادة المحرَّمات المسيحية، وخاصةً من خلال طقس الإعتراف، والقرنين 18 و 19 شهداً تطبيع جنسانية نافعة إقتصادياً (الأسرة والزواج)، ومحافظة سياسياً، وصارت الجنسانية محصورة في الأسرة الزوجية حتى صار المجال العام يقوم على الطهرّنة الصارمة.
هكذا نجد أن السلطة انتقلت من السلطة على الدم في التاريخ القديم، إلى السلطة على الرغبة في المسيحية، إلى السلطة على الجنس في العصر الحديث. إقرأ المزيد