صوفية معاصرة من أجل الحضارة المغرغرة ؛ شرح رائية الجنيد ، فلسفة محمد إقبال الجديدة
(0)    
المرتبة: 172,503
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: مركز الكتاب الأكاديمي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:التصوف هو أشبه ما يكون بالفن، لأنه تعبير عن خبرة ذاتية مفردة مرتبطة بشخص واحد مفرد، ومن هنا مكرٌ اللغة الصوفية، وانفلاتها، وتجدُّدُها، فهي لغة فردية جاذبة، المعجم الصوفي فيها ليس واحداً، فمعجم البسطامي يختلف عن معجم ابن عربي، وهذا يختلف معجمه عن معجم الحلاج أو الجنَيد أو جلال الدين ...الرومي أوابن بَرَّجان أو ابن العريف أو حافظ الشيرازي أو بنعجيبة أو الجيلي، فكل له معجمه الخاص وخريطته اللغوية الروحية التي لا تتماهى مع غيرها من الخرائط.
وبهذا التعدد المعجمي عندهم اغتنت اللغة الصوفية وتعددت، وتلونت بألوان الناطقين بها، واكتسبت أبعاداً رمزية وإشارية منطوية على ثلاث قدرات:
- قدرتها كأداة على الإيحاء المنفتح الخلاق.
- قدرتها كأداة للتفكير اللدني.
- قدرتها في الإبطان، أي في انطوائها على مضامين أخرى تتوارى خلف الألفاظ، وهي تختلف كلياً عن تلك التي تتوارد علينا لدى قراءتنا ظاهر هذه الألفاظ وعدم التطرق إلى معانيها الباطنة.
إن الصوفيين: على مر التاريخ: قد أحبوا البشرية جمعاء، وكلَّ مفردات الكون، لأنها من صنع الخالق الرحيم، ونظروا إلى الجميع بعين الله، فأحبوه في الله وبالله حباً إلهياً.
ولذلك فإن الحضارة المعاصرة في حاجة إلى صوفية معاصرة، وصوفيين معاصرين ينسجون لها طقساً من الأخلاق والقيم وضيئاً ويُدفئون برودة عقلها القاتلة، ويُرمُمون وجدانها المتداعي.
ويتميز هذا الشرح بلغته الفائضة من حياض النور الأقْدَسِ، فهي تحمل نَفسِ الشيخ الذي لا مُشابه له، وتدل عليهِ، مما يجعل منها لغة ذاتِ ذائبةِ في التجربة الروحية، لا لغةَ وصفٍ خارجي.
إنها لغةٌ تضعنا في أفق التحقق بالله عزّ وجلَّ، وتستنهض فينا طاقة المحبة والعزم والإرادة القوية من أجل التعبدُّ، إذَّ بهذه اللغة المتميزة والمخالفة يشعر المتلقي بتحولٍ في كيانه، وبهيبة واضطراب، فتمسُّه نَفحَة صوفية لم يكن له عهدُ بها من قبل، وهذا هو الغاية، إذ التصوف كله ما هو إلا اضطرابُ وعروجُ، فإذا وقع السكون فلا تصوف، والسرُّ في ذلك هو أن الروح مجذوبة إلى الحضرة الإلهية، ومتطلعة ومنجذبة إلى مواطن القرب الإلهي، ولا بد للصوفي والمريد من دوام الحركة والتفكر.
وفي معنى التصوف هذا يندرج الشرح، فهو يَجمعُ جميعَ المتفرَّعِ في الإشارات والعبارات، وفي التقلبات داخل أرض الأحوال، وفي الإرتقاء في معارج المقامات، الأمرُ الذي يُبصِّرنا بأن الصوفي الكامل لا يقيده وصفُ أو يحبسه نعت. إقرأ المزيد