تاريخ النشر: 04/01/2021
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:تستفيد روية (نوّار العِلِت) من تقنيّات (الخُرّاف) والحكي الشعبيّ، كأنّما لتؤكّد انّ (سرد) الفلسطينيّ ظل منطقةً حرّةً يتحصّن فيها ليدافع عن هوّيته في مواجهة عمليّات المحو الّتي يتعرّض لها منذ نكبة العام 1948.
وقد استطاعت الرواية، بحبكتها المحكمة والممتعة والمركّبة والسلسلة في آن، أن تنقل رؤية الفلسطينيّ العميقة لقضيّته الوجوديّة، وأن ...تضيء على الميكانيزمات الدفاعيّة التي يستخدمها في دفاعه عن وجوده داخل وطنه وداخل هويّته.
إِنّ ثقافة الأرض، وثقافة الطعام، والأواصر الإجتماعيّة، والعادات، والقيم، والمناقبيّات الشخصيّة تتحوّل كلّها هنا إلى (فضاءٍ) تتشكّلِ فيه الذات الفلسطينيّة، ليس بوصفها موضوعاً للإحتلال، بل بوصفها ذاتاً أخرى مشتبكة معه بعمق وقادرةً على التفوّق عليه جماليّاً وأخلاقيّاً في كثير من الأحيان، وعلى إِلحاق هزائم سريّةٍ فادحةٍ بذاته الطاغوتيّة المغرِورة المدجّجة بأوهام القوّة.
إنّ (يافا أهروني) ليست مجرّد امرأةٍ جميلةٍ يعشقها كل من اليهوديّ والفلسطينيّ، إِنّها رمزٌ لأنوثة المكان المتنازَع عليه بين الطرفين، وفيما يذهب العشق بالفلسطينيّ إلى تحرير (يافا) من ثقافة الكراهية الّتي لقّنتها إِيّاها الدولة والأسرة والمجتمع الصهيونيّ، ينتهي العشق باليهوديّ إلى أقصى درجات الكراهية، حيث يقتل (يافا) الّتي بدا أنّها تخلّت عنه وانحازت إِلى ثقافة أخرى مضادّة.
هكذا تكشف الرواية عن التصدّعات العميقة في المجتمع الإسرائيليّ، الّذي يعجز عن تغيير ذاته، ويعجز عن التخلّص من (الآخر)، فيلجأ إلى التخلّص من (الذات) لكي لا تتغيّر وتدخل في عناقٍ مع (الآخَر).
إِنّها روايةٌ رائعة بحقّ تسلط الضوء على مشهدٍ لا يعرفه القارئ العربيّ، الّذي يجهل بالضبط ما هي (إسرائيل) وماذا تعني؛ ولم أستطع أن أفلتها من أجل الأكل أو النوم أو العمل إِلاّ بعد أن أنهيت قراءتها بمتعة بالغة. إقرأ المزيد