تاريخ النشر: 01/01/1947
الناشر: دار المكشوف
نبذة نيل وفرات:"كان المعلم "بيير إبيلار" منصرفاً إلى المطالعة في حجرة تشبه ببساطتها حجرة ناسك أو راهب متعبد، وقد أحكم إقفال نوافذها لئلا تقع عيناه على الربيع الباريسي ومفاتنه فتشغله عن الدرس والإستزادة وهو العالم العلامة الذي غاص في أعماق الفلسفة واستجلى أفكار المفكرين القدماء ليقدمها إلى تلاميذه في قالب جديد ...يقربها من إفهامهم.
بلغ قمة الشهرة وهو بعد في الثامنة والثلاثين من سنيه، أقبل العالم المسيحي على مطالعة مؤلفاته، واجتذبت دروسه القيمة في الجامعة آلاف التلاميذ من مختلف البلدان.
كان هذا الفيلسوف الضارب بقسط وافر من المعرفة، جميل الصورة، أنيقاً، قريباً إلى القلوب، يزين هذه الصفات طهارة يفتقر إليها كثير من الرهابين، ولا بدع، ففي الثامنة والثلاثين لا يترك الطموح مجالاً لاي هوى أو نزوة، وقد خلق "إبيلار" طموحاً، لهذا لم يلق صعوبة في كبيح جماح نزواته والبقاء بعيداً عن النساء، وكان يعجب بينه وبين نفسه للحيز الذي يحتله الحب والشهوات الجسدية من تفكير الشعراء والعلماء، ويعتقد مخلصاً أن هذه الأشياء لا تشغل البشر بالقدر الذين يدعون.
كان بين تلامذة المعلم إبيلار فتاة تدعى هيلوييز، هي ابنه شقيقة كاهن قانوني اسمه "فولبير"، ولما كان قانون الجامعة لا يجيز للجنس اللطيف الإلتحاق بها، فقد تنازل إبيلار ورضي بأن تحمل إليه خادم الكاهن وظائف الفتاة الكتابية، لينظر فيها ويصححها، وكانت هيلوييز جديرة بهذا الإلتفات: جمال رائع إلى ذكاء حاد ورغبة في التحصيل ملحة.
كثيراً ما كان المعلم يمسك بدفاتر هيلوييز دون أن يقرأ ما طويت عليه، إنما كان يحلم بهذه التلميذة المجهولة ذات النفس الشعري الطيب ويخيل إليه أنه ممسك بيديها الناعمتين؛ وقد تولت مخيلته إعطاءه صورة عنها: هي متحفظة، باردة في الظاهر، ولكنها مشتعلة العواطف والنزوات، وهكذا بدأ المعلم الطموح، الراغب عن الملاذ، يسلم قياده للحب شيئاً فشيئاً.
يحكي لنا هذا الكتاب قصة هذين العاشقين الذين حاولا إخفاء حبهما أمام الجميع، ليحافظ أبيلار على مكانته بين زملاؤه الحاقدين، إلا أن خالها فولبير أفشى السر الذي أؤتمن عليه، وأقسم على كتمانه، فكان لا بد من رحيل هيلوييز بعيداً لمداركة الموضوع، وهنا بدأت محنة هذين العاشقين التي لم تنتهي حتى بعد وفاتهما!... إقرأ المزيد