تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:تقع بلدة ( دوما ) في الشمال الشرقي من مدينة ( دمشق ) ، وبِسَحْتٍ جغرافي يبلغ ( 68 ) غراد على بعد ( 14 ) ك . م منها ، على خط عرض ( 34 و 33 ) وخط طول ( 53 و 36 ) . تربض بلدة ...( دوما ) في الزاوية الشمالية الشرقية من الغوطة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف من السفوح الجنوبية لسلسلة ( قاسيون ) - ( أبو العتا ) التدمرية ، وسط واحتها الغنّاء التي تلق بها من جميع الأطراف ، وقد حوت أزهار الزيتون والمشمش والجوز في الغرب ، وكروم العنب من الشرق . تمتدّ أراضي البلدة شمالاً إلى السفوح الجنوبية للجبال التدمرية على بعد ( 5,3 ك . م ) اعتباراً من أراضي ( كرم الرصاص ) التابعة لقرية ( حرستا ) في الزاوية الشمالية الغربية إلى أراضي سهل ( عذراء ) ، - التي يعرفها الناس عدرا - في الزاوية الشمالية الشرقية على طول ( 1,5 ) ك . م . أما في الغرب فإن أراضيها تساير أراضي قرية ( حرستا ) منفصلة عنها بأحد فروع نهر ( تورا ) ، المسمى بنهر ( الكبير الروماني ) ، حيث يسير على حافة مصطبة لا يزيد ارتفاعها عن عشرة أمتار تتناقص من الجنوب إلى الشمال ، وتعترض بشكل واضح النظر نحو الغرب ولا يزيد بعدها عن البلدة غرباً ( 800 ) متراً ، يظل هذا النهر مشكّلاً الفاصل اعتباراً عن طريق ( دمشق - حمص ) في الجنوب إلى أراضي ( كرم الرصاص ) في الشمال عند أقدام الجبال . أما في الجهة الجنوبية : فإن أراضي ( مسرابا ) تتداخل مع أراضي ( دوما ) دونما فاصل واضح غير بعض أقنية الريّ ، كما يحدّ البلدة من الجنوب الغربي أراضي ( داريا الصغرى ) يبلغ طول الحدود الجنوبية هذه حوالي ( 15 ) ك . م . أما في الجهة الشرقية : فأراضي قرية ( الريحان ) ، ( حوش المباركة ) ، وأراضي ( عذراء ) و ( الشفونية ) و ( بيت سوا ) هي التي تحدّ ( دوما ) شرقاً وبدون فاصل واضح . تمكّن أهالي ( دوما ) من توسيع ملكيتهم في هذا الإتجاه الشرقي دون أن ينازعهم في ملكية الأرض أحدٌ إلى أن تصل أراضي قرية ( عذراء ) على مسافة ( 5,1 ) ك . م . دليل تفسير صِغَر مساحة الأراضي التابعة لدوما غرباً وجنوباً هو بدليل أن إعمار الغوطة منذ القديم كان قد ابتدأ من الغرب والجنوب - حيث تتوافر المياه بوجود نهر ( بردى ) - باتجاه الشمال والشرق حيث تتناقص المياه الضرورية للري . وقد بقيت حدود الملكية هذه مميّزة رغم بعض التداخلات في الملكية التي لا تشكّل تقسيماً عاماً ، كما لا نستطيع أن نقول : إن هناك فوارق بيّنة من حيث البنية والتربة بين أراضي ( دوما ) والقرى المجاورة [ . . . ] هكذا استهل الباحث هذه الدراسة الإقليمية حول بلدة ( دوما ) . أما لماذا وقع اختياره على ( دوما ) وهو من أصل فلسطين المحتلة . . من صفد مسقط رأسه ؟ ! ! فهو يذكر الظروف التي أحاطت بابتعاده عن صفد مسقط رأسه وذلك إثر العدوان الغاشم عليها من قِبل الإستعمار والصهيونية وشاء القدر أن يهجر البلدة وغصة في حلوق المنكوبين ليفتح عينه بعد يومين من الهجرة في سيارة تنهب الطريق في غوطة دمشق ، وليستقر وعائلته في بلدة ( دوما ) ، حيث استُقبلوا من قِبَل أهلها استقبال الأخ لأخيه ، بنفوس متلأت حفاوة بهم ، وحزناً على ما حلّ بهم . ثم يقول : " لقد عشت منذ النكبة في ( دوما ) وما زالت أياديها البيضاء سابغةً عليّ مما دعاني إلى أن أردّ الجميل بتقديم هذه " الرسالة الجامعية " المتواضعة عرفاناً وتحيةً مني لها . . . . " وقد جاءت هذه الرسالة ضمن ثلاثة فصول وخاتمة . وتمحورت هذه الفصول حول المواضيع التالية : 1- النواحي الطبيعية ( الموقع والحدود ، بنية المنطقة وتربتها ، المناخ ، المياه وشبكة الري ) . 2- النواحي الاقتصادية ( أ - الزراعة : الإقتصاد الزراعي في الماضي والحاضر ، الملكية الزراعية ، الأدوات الزراعية ، الفن الزراعي ، نظام الإستثمار والدورة الزراعية ، الحيوانات الزراعية . . . ب – الصناعة والحرف ، ج – التجارة ، د - والمواصلات ، ه – تطور المنطقة ومستقبلها ) . 3- النواحي البشرية ( لمحة تاريخية ، السكان ، العوامل الديموغرافية ، عدد السكان وتطورهم ، الولادات ، التنظيم الإداري للبلدة ومؤسساتها العامة والمشاريع العامة في البلدة ، المسكن وتطوره ، مستوى الحياة وتطورها ، أ- المستوى المعيشي الصحي ، ب – المستوى الثقافي ) وأخيراً الخاتمة التي ضمّنها الباحث ملاحظاته القيّمة . إقرأ المزيد