تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: مؤسسة الأبحاث العربية
نبذة نيل وفرات:في آخر تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 أعلن قيام جمهورية اليمن الشعبية وتولت الجبهة زمام السلطة. لكن المتاعب والمشاكل والمآسي بدأت مبكرة فعلاً. فمنذ الأسابيع الأولى بدأ "الصراع بين الرفاق": فمن المؤتمر الثاني في آذار مارس 1968 الذي أعقبته محاولة عسكرية فاشلة، إلى خروج عناصر قيادية إلى "الجبل"، إلى "الحركة ...التصحيحية" في 22/6/1969 وتولي سالم ربيع علي (سالمين) السلطة مع عبد الفتاح إسماعيل ومحمد علي هيثم، إلى قتل فيصل عبد اللطيف على أيدي رفاقه في سجن عدن في نيسان (إبريل) 1970، إلى سلسلة أحداث دامية وتصورات سياسية مذهلة لم توفر أحداً من الذين لعبوا دوراً أساسياً في مرحلتي الثورة وبناء المجتمع الجديد.
إضافة إلى أن هذه الأحداث المأساوية حرمت هذه التجربة الخاصة والفريدة من فرصة تقديم نموذج لبناء مجتمع متطور جديد رغم فقره الشديد وتخلفه الموقع. وكانت آخر المآسي ما وقع في 13 كانون ثاني (يناير) 1986 وما بعدها حيث اقتتل "الرفاق" وتعرضت عدن للدمار وواجه المئات التعذيب والموت على أيدي رفاقهم، وبعد... لماذا وقعت كل هذه الكوارث والأحداث؟ ما أسبابها؟ وإلى أين تسير هذه "التجربة"؟ وأخيراً هل اليمن الديمقراطي وحده-من بين بلدان العالم الثالث عامة، والوطن العربي خاصة، هو الذي شهد ما شهد أم أن هناك غيره أيضاً؟ والأهم هو هل توقفت عجلة العنف ومسيرة التدمير الذاتي عن الدوران في هذا الاتجاه؟. أسئلة كثيرة يتبارى المثقفون والمعلقون والدارسون العرب والأجانب على تقديم الشروح والتفسيرات لها ولما حل بهذه الجمهورية العربية الفتية والتي أن تميزت بفقرها وشحة مواردها فقد قدمت لشعب اليمني تجربة عينة ومناضلين أشداء في الماضي.
وهذا الكتاب محاولة جادة وصادقة لدراسة جذور هذه التجربة وسنواتها الأولى ومما يزيد الكتاب أهمية وقيمة كون المؤلف عاش لسنوات مراحل التجربة الأولى وتعايش مع أحداثها ولم يعتمد على الكتب والمراجع وحدها في كتابة مؤلفه التي تمثلت في التحرك الوطني بالأسلوب التقليدي وخاصة مند عام 1950. وعلى هذا قسمت الدراسة إلى قسمين وخاتمة: القسم الأول خصص لتناول مسألة "جذور الكفاح المسلح" للإمام بهذه الجذور وتأثيراتها تمت دراسة الجوانب التالية: 1- التركيب الاقتصادي والاجتماعي لليمن الجنوبي للتعرف على القاعدة المادية في المجتمع وتأثيراتها، وخاصة على شكل وتطور القوى الاجتماعية. 2-المصالح البريطانية والغربية وهي التي تشكل قيداً رئيسياً على حركة القوى الاجتماعية والسياسية. 3-تبلور الحركة الوطنية وقيادة حزب الرابطة من أجل التعرف على البداية الحقيقية للأسلوب التقليدي للحركة الوطنية. أما القسم الثاني فخصص لمعالجة مسألة الكفاح المسلم الذي هو البداية الحقيقية لحركة التحرر الوطني الديمقراطي في الجنوب. أما الخاتمة فتضمنت تقيماً عاماً للحركة الوطنية. إقرأ المزيد