مدخل الى الفكر السياسي الإسلامي
(0)    
المرتبة: 34,363
تاريخ النشر: 18/02/2020
الناشر: دار الروافد الثقافية
نبذة نيل وفرات:لا شك أن الفكر السياسي الإسلامي لا يزال يحفظ بأهميته، التي لعله لم يفقدها في حقبة ما منذ دخل الإسلام عالم الوجود؛ بل ربما تجدّ وألقه في الظروف الراهنة، على ما فيها من إشتباكات وإضطرابات متداخلة.
فالفكر السياسي الإسلامي شبكة كثيفة معقّدة طويلة، من النصوص الأساسية التي بعضها من الوحي، ...وأغلبها يدور حول الوحي، ومن العوامل المؤثرة الفكرية وغير الفكرية الداخلية والخارجية، ومن التاريخ، ومن الإجتماع، ومن السياسة، ومن دوائر علمية مختلفة ما بين الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والفلاسفة والصوفية والمفكرين المثقفين، ومن نُقلاتٍ وتغيّرات تاريخية وسياسية وفكرية متعددة.
وبناءً على ذلك تتعد المناهج في دراسة الفكر الإسلامي، ما بين المناهج التأسيسية المفهومية، والمناهج التاريخية، والمناهج السوسيولوجية، والمناهج النقدية الإشكالية، والمناهج الإستطلاعية، وغيرها من مناهج؛ تتضافر جميعها في محاولة فهم وتأطير ونقد هذا النوع من الفكر؛ الذي لم يكن في بيئته الأصلية خارجاً عن بيئة الفكر الإسلامي العام بأفرعها النظرية والتطبيقية، حيث دارت مباحثه ما بين أصول الدين والفقه في الغالب، وإن مال أخيراً إلى جانب الكتابة الفقهية؛ رغم أنه استقلّ بنفسه في كثير من الأحيان بكتابات منفردة نظراً لأهميته وتشعب فروعه.
ومع تطور العلوم السياسية في العالم الحديث والمعاصر، ونشاط كثير من الأدوات المنهجية المعرفية المستقاة من العلوم الإنسانية الحديثة كعلم الإجتماع بفروعها؛ وبخاصة علم الإجتماع الديني والسياسي والمعرفي؛ والأثزوبولوجيا بفروعها وخاصة السياسي والثقافي، وكذا فلسفة السياسة.
ومع دخول العالم حِقَباً جديدة متسارعة ما بعد الحقبة الكولونيالية: أصبح الفكر السياسي الإسلامي موضوعاً مشتركاً للعديد من المسائل، واتسعت دائرة دراسته إلى نطاقات لم يُتَطَرَّق إليها من قبل، ذلك التغير في الظروف الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية التي شهدها العالم العربي والإسلامي، كان من شأنه أن يجعل البحث في الفكر السياسي الإسلامي قضية حيوية، وبرنامجاً للإصلاح أو المقاومة، أو حتى الحكم، في العديد من التجارب العربية والإسلامية، وتنوعت إتجاهاتها وبرامجها؛ ما بين الحواشي المحض المقارب للعلمانية، إلى الراديكالي القتالي الذي يتبنى العنف المطلق، وما بينهما من تيارات، مع ظهور نزعات "ما بعد الإسلاموية" من حين إلى آخر، بمعانيها الأربعة المترددة بين: فشل الإسلام السياسي (أوليفيه روا)، أو تطوير الإسلام السياسي في إتجاه التعددية والحقوق بدلاً من الحصرية والواجبات (آصف بيات) أو كسمة لخطاب ثورات ما يعرف بالربيع العربي، أو كوصف لمأسسة الإسلاموية وإنتقالها من سلوك الجماعة والتنظيم إلى سلوك الدولة والمؤسسات، ومن هنا، أصبح (إستهلاك) الفكر الإسلامي الإسلامي أمراَ ضرورياً وليس رفاهية علمية.
من هذا المنطلق، وإسهاماً في إثراء هذا المجال، يأتي هذا الكتاب الذي هو طليعة: موسوعة الفكر السياسي الإسلامي (برينستون) وهي أكبر موسوعة حول المفاهيم والنظريات والتاريخ والأحداث والشخصيات، وملحقاتها المتعلقة بالفكر السياسي الإسلامي، يتسم هذا المدخل الذي يتكون من (16) مدخلاً فرعياً، ومقدمة تاريخية تُجّمِلُ تاريخ الفكر السياسي الإسلامي: متعدد المداخل ما بين المفهومي والتاريخي، فتغطي بعض المداخل جوانب مفهومية مركزية محددة في تكوين الفكر السياسي الإسلامي، وتحللها مفهومياً وموضوعياً وتنقدها، وتغطي مداخل أخرى بعض عناصر الفكر السياسي الإسلامي بصورة تاريخية نبين السيرورة التي مرت بها وتطورها وأهم أعلامها، وهو بذلك يوازن بين التنظير والتأريخ، وهو ما يحتاجه الباحثون في الفكر السياسي الإسلامي، من أجل تعميق إحاطتهم بتاريخ هذا الفكر وأهم مبانيه النظرية على السواء.
ومن الملاحظ تعدّد المناهج والمدارس البحثية التي ينطلق منها الباحثون، حيث توزعت إنتماءاتهم من المدرسة الإستشراقية الجوهرانية التقليدية، إلى المدرسة الحداثية التجديدية، ثم إلى المنهجية النسوية، وإلى المدرسة المحافظة، وإلى المدرسة المُراجِعِيّة الراديكالية...
وهكذا، ولا شك أن تنوع هذه المنهجيات أثرى البحث وأضفى عليه تعددية كاملة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تمت ترجمة هذا الكتاب، حيث توخى المترجم أن يخرج في لغة سهلة معاصرة، مع الحفاظ على الروح المصطلحية التقنية للأدبيات الإسلامية، والإكتفاء في بعض الأحيان بوضع بعض الإيضاحات أو التتمات الضرورية بين مقومين، دون أثقال النص بالهوامش إلا بما ينفع القارئ بتوضيح فكرة أو شرح مصطلح أو الإشارة إلى نظرية لم يرغب المترجم تركها بحيث يقرأها القارئ غير المتخصص بمجرد الفهم اللغوي في حين قد تكون مشيرة لمبنى أو مفهوم أو نظرية تاريخية أو إجتماعية أو أنثروبولوجية.
كما حرص المترجم عدم تعقب المساهمين في الكتاب إلا في أشياء قليلة، فإنه ربما تسامح مع ما يخالفه من آراء، ما لم يبلغ حدّ الخطأ المادي، حينها يعمل على التنبيه فيما يتعلق بالفكر الإسلامي أو نظرياته.نبذة الناشر:كتاب الفكر السياسي الإسلامي بمعالجته المتطورة للغاية والتي يمكن قراءتها بشكل واضح في كل موضوع رئيس ضمن المجال الموضوعي لعنوانه: هو مساهمة قيمة للغاية في الادبيات التي تتناول الإسلام والسياسة. إقرأ المزيد