أعرف دنياك ؛ على ضوء الكتاب والسنة والأدب
(0)    
المرتبة: 168,266
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:تمتد الحياة بالناس في خضمٍّ زاخر بين مدٍّ وجزر، وصعود وهبوط، وتتزين الدنيا لهم وتبدو في صورة امرأة حسناء أو ربيع زاهٍ أو نسيمٍ هفهاف أو سماء زرقاء... أو مطعوم ومشروب... وقد تسبي العقول وسحر النفوس بما فيها من منح ولذائذ وشهوات، وقد تطغى بذهبها ودنانيرها فتأسر أرباب الأموال ...وعشّاقه حتى لتطيح بهم؛ بل إنها أحياناً كثيرة لتتجلّى في صورة زوجة فاتنة أو عصبة من البنين... أو عقارات أو حرث يمتلكها الناس فتسحرهم حتى لينسوا في غمار ذلك كله ذكر الله تعالى والدار الآخرة...
وقد يتعلق الإنسان بالسلطان والقوّة حتى ليبلغ من سبيل الوصول إليها درجة من القساوة والشراسة بحيث ما يدع جريمة إلا وارتكبها، كما هو دأب الطواغيت والجبابرة... إذن هذه هي الصور المغرية الحياة الدنيا التي خلّت من نفوس أبنائها، وبما أنها لم تكن وحدها منشأ أثر لولا أهلها الكائنون عليها، وأنها على الأغلب متّصفة بصفات توجب لأهلها الإبتعاد عن الهدف الأسمى للخلقة التي خلق الله تعالى الإنسان لأجله، لتورّطه بزخارفها ومتاعها الرخيص، وما فيها من صور خلاّبة خدّاعة.
لذلك ينبغي على المسلم معرفة حقيقتها، ليقف على مضارها ومنافعها ومضارّها وما يوجب له القرب من الله عزّ وجلّ أو البعد عنه، فأغلب المتورطين بها هم الجهلاء أو الذين يعيشون في غفلة عن حقيقتها.
من هنا، يطرح المؤلف هذا الموضوع ليكون مدار بحثه على ضوء ما جاء به الكتاب الحكيم، وما ثّبته سير الأنبياء من سنن أدركوها عن طريق الوحي وجرت بها ألسنتهم، وتم تسطيرها بأسطر من نور، وكذلك ما جاء من حكم على ألسنة الأئمة المعصومين، وما جرت به أفئدة وقلوب وأقلام أرباب المعرفة والعرفان والأدب في هذا المجال... من نثر وشعر.
يتناول المؤلف هذا الموضوع، ويسلط عليه الضوء، متحرياً ذلك كله من خلال ما ورد في هذا السياق في نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى ما تم ذكره آنفاً ما صدر عن الأئمة المعصومين عليهم السلام في هذا المجال، ويتناوله من خلال بحثٍ موضوعيٍّ ومنطقيٍّ، ليقوم من ثم بالتوفيق بين تلك النصوص التي قد يُشاهَدْ منها التعارض أحياناً مع النصوص الأخرى، بما يوجد في بعضها المدح للدنيا، وأخرى الذمّ فيها، وكذلك بين ما يكون موجباً لسعادة الإنسان، وما يكون موجباً لشقاوته، ليعمد، المؤلف من ثم، إلى دعمها بالإستشهاد بما صدر من أصحاب العقول الحرّة وأهل العرفان والحكمة في هذا المجال؛ نثراً وشعراً، وذلك بغاية إستيفائه بعض الأغراض التي سعى إلى تحقيقها، وبلوغه المقصود.
وأما الفترة الزمنية التي شملها هذا البحث، فقد امتدّت جذوره على مدى تاريخ سحيق... إلى هبوط أول إنسان على هذه البسيطة ومزاولته الحياة عليها وتوالده وظهور الحاجة إلى متطلبات الحياة يوماً بعد يوم، وما كانت تقتضيه طبيعة الإنسان الذي كان مدنيّاً بالطبع.
لذلك اتسعت رقعة الحياة وتبلورت شيئاً بعد شيء حتى اليوم الذي بلغ فيه الإنسان قمة التطورعلى مختلف الأصعدة والميادين. إقرأ المزيد