تاريخ النشر: 12/01/2022
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:هذه الرواية التي تقرؤونها الآن ليست رواية عادية، إنها رواية تبدأ وتنتهي بالقضية التي تؤرق كلّ أم، وكلّ أب، وكلّ أسرة ممَن خبروا المأساة الموجعة لأعزائهم المفقودين في أثناء الحرب وما بعدها. فما بالكَ إذا عرفتَ أن المنتصرين فيها هم (الخمير الحمر)، الذين يطلبون من كلّ فرد من المجتمع الكمبودي ...أن يُملي قصة حياته أو يُدوّنها.
هذه السِير الذاتية، أو المذكرات ، تُستعمل في النهاية بوصفها اعترافات، على جرائم حقيقية أو مُتخيّلة (إذا ما تصرّفتَ بشكل صحيح تكون العدو، وإذا ما تصرّفتَ بشكل غير صحيح تكون العدو. هذه هي كلمات حكومة [الخمير الحُمر] بحذافيرها).
صبيان وفتيات صغيرات، آباء وأمهات يخوضون في أوحال الحرب ومستنقعاتها، يُقادون قسراً إلى الحقول، والكهوف، والملاجئ، والسجون، يعملون في ظل ظروف قاسية لم يعرفها البشر إلا ما ندر، يأكلون لحاء الأشجار والأعشاب البرية، والقطط، ويكون طبق الرز هو الكنز الذي ينتظرونه بفارغ الصبر. هي ذي كمبوديا، التي تصفها لنا الكاتبة الصينية ـــ الكندية مادلين ثين، البلد التي تضيع فيها أخبار الأطباء العاملين لصالح (الصليب الأحمر)، في ظل غياب المستشفيات، وشح الأدوية، والضمادات، ومحاليل الزرق الملحية. هي ذي كمبوديا التي حلّ فيها الجنون على حين غرة، وباتت تُوقع في النفس كآبة جنونية، وتمزقها التناقضات. يُجبر فيها المرء على تغيير اسمه والتخلّي عن أسرته وأقاربه، وأن يعيش بلا هوية، وأن يجتاز طرقات تُرابية، وشِعاباً جبلية وعرة، تطوّقه الجثث؛ نساء من دون وجوه، ورجال من دون أطراف؛ تحف به بنايات مسوّدة، ومنازل هُشمت شبابيكها، وحُطمت أبوابها.
طوال رحلة القراءة سوف يشعر المتلقي بطعم المرارة في حلقه، ويترقرق الدمع في عينيه، وهو يقرأ عن الأطفال اليتامى، وعن صور المفقودين التي تملأ الشوارع، وكل امرئ يُضيف صورة شقيقه، أو شقيقته، أو أبيه، لكنه يكتشف في اليوم التالي أنّ صور أشخاص مفقودين آخرين غطت الصورة التي أضافها. إقرأ المزيد