الحقوق اللصيقة بالشخصية ؛ الحق في النسيان - الحق في الخصوصية
(0)    
المرتبة: 276,326
تاريخ النشر: 11/03/2020
الناشر: دار الثقافة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:الحمد لله الذي تفضل علينا بنعمة الإسلام، وفصل لنا بين الحلال والحرام ما تقررت به قواعد الأحكام، وتحققت بموجبه مصالح الأنام، أحمدك ربي حمداً يليق بجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وأستهديك بهداك الذي لا يضل من أنعمت به عليه. إن الإنسان يتمتع بمجموعة من الحقوق التي لا يستطيع العيش دونها، ويعد ...الحق في النسيان أحد أهم هذه الحقوق اللازمة لحياة الأفراد، وكما أن النسيان مشكلة لعديد من الأمور لدى الإنسان، فإن النسيان أيضاً نعمة لا يستطيع الإنسان الاستمرار في حياته دون أن تدخل العديد من تصرفاته في طي النسيان، فمن الضروري أن يشعر كل من يعيش داخل المجتمع بأن أموره الشخصية حقٌّ له ولا يمكن لأحد رفع ستار النسيان إلا بإذنه، ولكي يتحقق ذلك كفلت الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان والمواطن، والاتفاقيات الدولية، والدساتير في بعض الدول، والتشريعات الداخلية المختلفة، حقوق الإنسان بصفة عامة، وحقه في حياته الخاصة وحقه في النسيان بصفة خاصة. إن من حق الشخص أن تدخل حياته في طي النسيان، فمتى أسدل ستار النسيان فلا يجوز رفعه دون إذن الشخص، فهذه الوقائع تتقادم بالسكوت عن إثارتها طوال هذه الفترة. فالحق في النسيان يحمي الوقائع المتصلة بالحياة الخاصة والعامة على حد سواء متى دخلت في طي النسيان، وأياً كانت شهرة الشخص. وهنا نجد أنه يوجد خلاف بين الفقه والتشريعات حول إن كان الحق في النسيان يدخل ضمن الحق في الحياة الخاصة، والرأي الغالب أن الحق في الخصوصية يشمل الحق في النسيان، وهو ما أخذ به القضاء الفرنسي وبعض المؤتمرات الدولية، فإذا كان الحق في الخصوصية يحمي وقائع الحياة الخاصة الحاضرة فإنه من باب أولى يحمي الوقائع التي حضنها السكوت والنسيان أيضاً، ولكن الرأي المخالف يميز الحق في الخصوصية عن الحق في النسيان، وهذا ما نص عليه المشرع الفرنسي، حيث نصت المادة (35) من قانون الصحافة الفرنسي بعدم جواز إثبات صحة وقائع القذف المنسوبة للشخص إذا مضى عليها عشر سنوات على القذف، والذي يدل على تمييز الحق في النسيان عن الحق في الحياة الخاصة. إقرأ المزيد