الشعر الوطني بين القرشي والخطراوي
(0)    
المرتبة: 66,948
تاريخ النشر: 22/10/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة الناشر:إن علاقة الإنسان بوطنه الذي ولد فيه وترعرع علاقة فطرية فيها الحب والإنتماء، وقد اتخذ الشعور بالمكان في العصر الحديث بعداً أكثر عمقاً من معنى الإحساس بالإرتباط الذي وُجد في الشعر القديم حيث أصبح مفهوم الوطنية يعني "شعوراً بحب الوطن يعبر عنه في الأدب نثراً أو شعراً ويتضمن ما تحتويه ...نفس الشاعر أو الكاتب من مقدار إخلاصه لوطنه كما ينطوي على حثّ القارئ على المشاركة في هذا الشعور".
واليوم ومع تصارع المذاهب والأهواء والأفكار رأيت أن أبحث عن رؤية راشدة للمفهوم الوطني تنطلق من مضامين الثقافة الإسلامية الصحيحة وترسم المثال الواضح الذي يحتذى والحق أني وجدت فيما يتعلق بواقعنا في المملكة العربية السعودية حول المفهوم الوطني علاقة وطنية ذات خصوصية واضحة المعالم بين الأدباء وقادة هذا الوطن المعطاء، فمنذ أن توحّدت المملكة على يد المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي رسم لهذه العلاقة أرضية صلبة تقوم على قرار السلطة والإستجابة الواعية من الأدباء حيث تشربت نفوس الأدباء مفهوم الوطنية الحقة المنسجمة مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، فأصبح الأديب يصنع اللحمة الوطنية، ويعلي شأن الوطن وينقد ما يرى من السلبيات لكي تصحح ويبرز الإيجابيات، وبهذا المفهوم أخذ الشعراء على وجه الخصوص دوراً وطنياً بارزاً، وتنافسوا على أداء رسالتهم الحقيقية على أكمل وجه.
ولقد وجدت لهذا المفهوم الوطني الرائد تميزاً وخصوصية عالية عند رمزين كبيرين من شعراء الوطن الأول مكي هو حسن بن عبد الله القرشي، والثاني مدني وهو محمد العيد الخطراوي، وبعد الدرس الفاحص وضحت لديّ جملة من الأسباب كانت السبب في بروز شعرهما الوطني، ولمّا كانت الموازنة النقدية هي إحدى الأدوات الهامة للنقد التحليلي والتي يتضح من خلالها الفرق بين تعبير متميز وآخر ضعيف مخفق وبين صورة ساطعة وأخرى خافتة، لذلك اعتمدتُ عليها في دراستي هذه محاولاً قدر الإستطاعة الإلتزام بالموضوعية على الرغم من كثرة ما كتب حول الشاعرين من نقد يوصف أكثره بالإنطباعي، والذي نحا منحى المجاملة والمغالاة في الإعجاب، أو الوصف العام للتجارب الشعرية دون أن يصل - إلا فيما ندر- إلى درجة النقد الحصيف الذي يحل كامل جوانب التجربة الشعرية وينظر إلى مدى نجاحها أو إخفاقها. إقرأ المزيد