تاريخ النشر: 23/08/2019
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:" أية أسئلة أطرحها الآن ؟ وأنا لا أنشد أجوبة .. كل الأجوبة لا تشفي غليل رجل حزين . ها هي الحناجر تصدح بأغانٍ من زمن الفرح الراحل . يا مرآتي التي أطل بها على وجهي العتيق .. وجهي الذي لازمني . أنا أيقونة الفرح الجميل ... عندما أرى ...وجهي أتجدّد .. أستحضر ذلك الوجه المعشوق ، من أوقع نسائي الغابرات .. لكنهن ذهبن . أندبُ هذه ، أم أندبُ تلك .. كانت ( لام ) البداية وتقاطرت نحو فيافي الحزن والفقدان .. وعلّمتني الفرح ، لكن كل شيء ذهب .. أنا رجل الوحدة والقنوط .. ها أنا وحدي أستحضرهن لأغذّي حروفي .. وأتوكأ على الطائش من الأفكار .. حيث لا أستطيع صياغة قلادة لعنق أغيد .. مهموم بمعجزاتي التي لم تتحقق . لك أية معجزة أحلم بها ؟ كل المعجزات ضاعت ... هل ستنبت في الصحراء المقفلة برك ماء زلال .. زحف الصيف فتبخّرت كل المياه .. ليس أمام العائدين إلا الرجوع إلى أنهارهم الأولى .. أنت يا أبنة الفرات .. وأنا إبن الفرات .. وهم من شوّهوا بامتدادات الأهوار . طيور البط البرّي ( الخضيري ) و ( البرهان ) بساقيه الطويلتين .. طيور تخوض السواحل وأصواتها الصباحية تتهجّن حروف الجبال .. تزقزق بذلك الحبور الطري غير آبهة لشباك الصيادين . أنا الملثّم تسكن صدري أغاني ( البوذية ) لكني لم أطلقها .. أكتمها مثل لوعة .. وأنفثها مثل حسرة ذات مساء . لا أحد يدرك معنى هذه الترانيم .. كيف نفسر معاني هذا الأنين .. أنا الخلي شُفِيْت منكن .. تخليت عن ممالكنّ المعلقة .. وبحثت عن البديل في أوكار من ريش وعشب مسحون بالغناء .. ولكن الموسيقى تعاندني .. !! " يمضي في استرسالاته متأملاً ذلك السومري وهو ينشد ترانيمه ، حزيناً حيناً ... فرحاً أحياناً ... وهو بين هذا وذاك يزرع في داخله ألف فكرة تحلق به في سماء الخيال ... ليشيد منها عالماً من الكلمات يموج بمعانٍ تختال صوراً ومشاهد لعاشق سومريّ يبث أشجانه ترانيماً وألحان ... إقرأ المزيد