تاريخ النشر: 01/01/1969
الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:قلائل جداً من أبطال الكفاح التحرري في عالمنا الحديث، من تميزوا بما تميز به (هو شيء مين)، من عزيمة نضالية لا تعرف النوط، بل لا يتسرب إليها شيء من شك، وبساطة في العلاقات الشخصية والحياة اليومية جعلت هذا المناضل العظيم أليفاً إلى جميع القلوب، وأباً لكل واحد من شعب ...فيتنام، وأصالة في إدراك المشكلات الفيتنامية المحلية من خلال المشكلات الإنسانية، بفكر حي، ومفهوم ثوري لا أثر للزيف فيه، ونفحة فنية تجلت لدى صاحبها شعراً رقيقاً ينم عن إنسان شاعر مرهف الإحساس، رقيق الشخصية.
لقد كان هذا الزعيم، إلى جانب إدراكه الثاقب لقضايا العصر الكبرى، يمارس النضال بنفسه وعقله وجسمه، ويرتقي من هذا النضال المشخص -إن صح التعبير- إلى نضال أكثر شمولاً وعالمية، نضال الإنسان من أجل الحرية والتقدم والسلام.
لقد قدم هذا الثوري الشاعر، من خلال مراحل كفاح امتد زهاء ستين سنة، صورة حية لتكامل النضال في وجهيه: القومي والأممي. وكان مغزى حياته هذا هو على وجه التقريب: لا نضال مجدياً إلا في إطار الهوية الوطنية للشعب، ولا يكون هذا النضال عالمياً أممياً ما لم يقدم له كل شعب، من حيث هو شعب ذو شخصية خاصة به، إسهاماً إيجابياً.
أليس من حق بطل مثل "هوشي مين" أن يعرفه القارئ العربي، من وجوه أخرى غير وجوه كفاحه الوطني؟ إن هذا الإنسان الرقيق البسيط الطيب، كان يعبر عن مشاعره ببساطة عجيبة، وكانت مشاعره هي ذاتها ما يشعر به كل إنسان حين يرى الشمس تشرق فوق بلاده، أو يلتقي بالفلاح وهو يزرع حقله، أو يلاحظ الطفل وهو يلعب، أو يدخل السجن بوصفه مناضلاً، أو يشترك مع الناس في أفراحهم ومتاعبهم، هذه المشاعر قدم "هوشي مين" نماذج منها في قصائد غاية في البساطة، غاية في العذوبة، يحس كل من يقرؤها أنه هو الذي نظمها. أنها مشاعر إنسان صادق مع نفسه كصدقة مع الناس. ومثلما يتحدث "هوشي مين" بتواضع يدعو إلى الإجلال، فإنه ينظم الشعر ببساطة لا مكان فيها للصنعة أو الافتعال. تشهد بذلك هذه القصائد التي يضمها هذا الكتاب.
متوخياً تقديماً في صيغة شعرية بسيطة، دون أن يضحي بشيء من روح النص الأصلي وصياغته، رغم كونه قد نقلها عن ترجمة فرنسية هي ذاتها ترجمة أمينة ودقيقة للأصل الفيتنامي. إقرأ المزيد