إرشاد العباد في الغزو والجهاد ويليه تحريض الإسلام لمعاونة الدولة العلية أيدها الله على حرب الروس
(0)    
المرتبة: 130,561
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار المالكية للنشر
نبذة نيل وفرات:يعدّ الجهاد ركناً من أركان الإسلام ، وقد تجنّد أئمة السلف إلى إيقاظ الهمم ، والتحريف على هذا الركن الإسلامي الركين ، وسنام هذا الدين في كل زمان ومكان . ولم يكن أهل المغرب بأقلّ شأناً من أهل المشرق في تصنيف في هذا الباب ، ألا أن عيبهم أن ...مطلعهم الغرب ، كما قال إبن حزم ، بالحق . وبالرغم من عدم اشتهار مصنفاته ، إلا أن كتابه هذا يدلّ على تمكّنه لا من هذا الباب ؛ بل بشتّى العلوم ، فكان بارعاً في الإستشهاد بالآيات ، مظهراً علماً لا بأس به في باب الحكم على الأحاديث مع واسع اطّلاع على كتب السُّنة . وعلى الرغم من عدم وقوف المحقق على ترجمة للمؤلف في كتب التراجم ، أو كان مؤلفاً مغموراً ، إلا أن المحقق عمد إلى إعداد ترجمة له ، وذلك باستقرائه كتاباته . هو محمد المثني التونسي ، عاش في القرن الثالث العشر الهجري ، ولعله أدرك القرن الرابع عشر ، ودليل ذلك هو كتابه هذا والذي صنفه في سنة 1293 ه . والناظر في مؤلفاته يعرف قدره العلمي ، ولكنه للأسف لم يلقَ حظه . وهو حنفيّ المذهب ، وذلك يظهر باعتنائه البيّن بكتب الحنفية ، كما يظهر للمطالع لكتابه هذا " إرشاد العباد في الغزو والجهاد " ، وهو عارف بالحديث والفقه ، مطّلع على تراث الأمة ، ففي كثير من المرات يستعمل مراجعاً نادرة تحدثت عن موضوع كتابه . ولقد كان مساهماً في الحياة العامة ، مواكباً للتطورات السياسية . وكتابه هذا أكبر دليل على ذلك ، فهو عبارة عن رسالة لشحن الهمم للإلتحاق بصفوف العساكر المجاهدين في دولة الخلافة العثمانية ضدّ الروس لما بلغت إليه الأمة من الفتور والتقصير في هذا الباب العظيم . وأما منهجه ؛ فقد رتّب المؤلف كتابه ترتيباً جيداً ، فبدأ بالتعريفات حتى يضع القارئ في الإطار المناسب ، وجعل لذلك المبحث الأول ، ثم انتقل في المبحث الثاني إلى بعض الممهدات ، وكان الفصل الثالث هو لبّ الكتاب ، والمحور الأساس الذي من أجله صنّف المؤلف الكتاب ، حيث فصّل فيه حكم الجهاد وفضائله والتحريض عليه ، وخصّ بقية الكتاب لذكر آلات الحرب وتدبير الحروب ، وليتحدث من ثَمَّ فضل الشهادة في سبيل الله . هذا وقد بان جليّاً إنتهاج المؤلف طريق أصل العلم المحققين ، حيث كان يبدأ الباب بما يناسب من الآيات القرآنية ، ثم يأتي بأقوال المفسرين المعتبرين كإبن جرير الطبري ، وإبن كُثير ؛ القرطبي ، والفخر الرازي ، والعماد إبن كثير ؛ ثم ليستشهد بما صحّ من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يأتي بأصحّ الصحيح ، ثم الذي يليه من الصحة ثم الذي يليه ، وليعلّق أحياناً على الأحاديث لبيان مدى صحتها ، أو نقلاً عن غيره كالترمزي من المتقدمين ، أو السيوطي من المتأخرين ، ويعقّب على ذلك بالآثار عن السلف إن وُجدت . والمدقق في الكتاب المطّلع على ما ألف في هذا الكتاب ، يظهر له جلياً إطلاع المؤلف على ما سبقه من التصانيف ، فلقد اعتمد في كتابه على شرح السيد الكبير للسرخسي ( وهو شرح كتاب السِير لمحمد بن الحسن الشيباني ) ، فكثرت نقولاته عنه ، وهنا يذكر المؤلف أنه وباطلاعه على كتاب مشارع الأشواق ، تأكد له انتهاج المؤلف نهج إبن النحّاس في الكتاب ، فوجد بأن المؤلف كأنه مزج بين المادة العلمية الزاخرة للسرخسي وحسن التبويب لإبن النحاس ، مع اسقاط عدة أبواب قد يكون لم يرَ لها داعياً ، ورأى للإختصار وما تميّز به المؤلف في هذا الكتاب ، هو الغاية من تأليفه الذي أشار إليها في المقدمة " ...... ونمّقت هذه الرسالة ، وجمعتها من بعض الكتب في الترغيب على الجهاد وما يتعلق بأمر الحرب وأخذ الغنائم لتنهض بذلك همم المأمورين بالغزو والجهاد حتى يرهبوا أعداء الدين وينكّسوا رؤوس الكافرين " . فكان الهدف الإلتحاق بالجيوش الإسلامية لذلك توخى الإختصار . أما بالنسبة تحقيق هذا الكتاب ، فقد اعتمد المحقق ، كما يذكر ، على نسخة خطّية محفوظة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة ؛ الرياض ، برقم [ 412 ( 5 ) ] وتقع في 40 ورقة ، وعمد إلى ضبط النص ، وتخريج الآيات القرآنية والأحاديث وبترجمة للأعلام ، وبشرح ما استشكل معناه من المفردات . إقرأ المزيد