يوم انحدر الجمل من السقيفة
(0)    
المرتبة: 24,236
تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: [غير متوفر]
نبذة نيل وفرات:تسود الآن في الأوساط الدينية الإسلامية، على إختلاف ميولها وأنواعها، عبارة تبدو وكأنها توحد، رغم تناقضاتها الصارخة: "الإسلام هو الحل"... شعار، كعادتنا في الشعارات، عاطفي، ضبابي، خالٍ من التحديد والهدف والبرنامج؛ والجماهير "الدهماء"، كما يسميهم بعض العلماء - ما تزال تسير خلف الشعارات دائماً، لسبب واحد: حاجتها إلى مخلّص، ...أيّاً كان شكله؛ لقد طرح شعار "الإسلام هو الحل" نتيجة فشل الحلول الأخرى.
وإلى هذا، فإن شعار "الإسلام هو الحل" مقبول تماماً إذا كان دعوة صادقة للعودة إلى الإيمان المحمدي: إيمان العلم والحضارة وإحترام الحقوق العامة والخاصة، وعلى هذا فإن أصحاب هذا الشعار يطالبون بعودة الخلافة الإسلامية... فهل كانت الخلافة الإسلامية إستمراراً للإيمان المحمدي فعلاً؟...
يحاول الباحث ومن خلال دراسته هذه الإجابة على هذا السؤال بإستنطاق التاريخ، دون التوقف عند المرحلة الأموية - العباسية وما تلاها، ليتوقف فقط عند مرحلة الخلفاء الراشدين، بدءاً بحوادث ما قبل وفاة النبي حتى مقتل عثمان.
أما "حرب الجمل" فتتم مناقشتها في فصل خاص، ولا بد من الإشارة إلى أن الباحث يرى أنه وفي دراسته هذه لم يصل في نهاية المطاف فيما بحث واستدل ومن ثم استنتج؛ ولكن ما جاء إنما كان بمثابة إنارات على طريق البحث في قضايا ربما تهيّب الكثيرون حتى من مجرد التفكير بها؛ خشية تبدد نشوة الإعتزاز والفخر ببعض أحداث التاريخ الإسلامي وشخصياته التي درجت العادة على دراستها وتدريسها من منطلق عاطفي وليس وفق منهج علمي؛ وإحاطتها بموانع تحول دون فهمها على حقيقتها.
وهو إلى هذا يدعو كل من يرى في البحث في أحداث التاريخ وشخصياته سلبيات المسلمون في غنىً عنها، إلى تبصّر إيجابيات هذه الدراسة: فالتاريخ يحكم حاضر المسلمين ويوجه مستقبلهم، لذا عليهم عدم السماح إلا للحقيقة التاريخية أن تكون فاعلة في توجيه المسار البحثي.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الباحث بأنه لم أُحسن التعامل مع هذه الأحداث التاريخية، تفهماً وإستلهاماً، لما كان لإشكاليات تاريخية ذيول تمتد عبر قرون لتتسلط على حياة أجيال معاصرة، فتتحكم بعقولها وعواطفها، بمواقفها وتحركاتها، فتوجهها وهي مثقلة برواسب الماضي التي تعكر وضوح رؤيتها وتستنفذ طاقاتها في أمور لا طائل منها؛ بل الخطر كل الخطر فيها.
من هنا، يمكن القول بأن هذا الكتاب هو دعوة لعقلنة التعامل مع التاريخ؛ دعوة لإمتلاك وسائل يمكن من خلالها التحكم بالتاريخ عوض تسلطه على حاضر المسلمين ومستقبلهم.نبذة الناشر:يقولون: "الإسلام هو الحل".
ولّما كنّا نبحث عن حل، أي حل: نوافق.
لكننا نتساءل، حتى لا يظل الشعار ضبابياً، ويفقد بالتالي مصداقيته: "وماذا يعني ذلك؟"، يجيبون: "نريد إعادة الخلافة"، ومتى كانت الخلافة هي الإسلام؟ نستقرئ التاريخ.
لقد بدأت الخلافة بصراع السقيفة الذي انتهى بتنصيب أبا بكر زعيماً على جثة سعد بن عبادة وبيت فاطمة الذي أوشك أن يحرق.
ثم جاءت حروب الردّة وفظائع "سيف الله المسلول" فيها، لمحاربة الخارجين عن طاعة الخليفة والمرتدين دون تمييز بين الجماعتين.
ثم مات أبو بكر مسموماً موصياً لعمر، ضارباً بمبدأ الشورى، الذي كان يظهر ويختفي حسب الحاجة، عرض الحائط.
ويأتي ابن الخطّاب ليفتح البلاد المحيطة، ويفرض على سكانها العرب من غير المسلمين الذين حاربوا معه، شروطه العمرية الشهيرة.
ثم بعدما فتح فلسطين ونظّف الهيكل، قُتِلَ بمكيدة من كعب الأحبار.
ليأتي عثمان بن عفان، ويبلغ الإنحدار ذروته مع تحول الخلافة من ملك عام للمسلمين إلى ملك خاص لبني أمية، وجاء يوم الدار ليقتل عثمان على أيدي ثلة من "الصحابة والتابعين" بعدما كفّرته أم المؤمنين عائشة.
ويأتي علي، فتقوم له أم المؤمنين عائشة، التي فشلت في تنصيب ابن عمها طلحة خليفة، وتشتعل حرب الجمل، التي راح ضحيتها حوالي ٢٠ ألف عربي، وتتبعها صفين التي كان من نتائجها مقتل علي.
وماذا بعد؟ جاء الأمويون فالعباسيون..
وسقط بنا التاريخ، أو: سقطنا من التاريخ..
وما نزال. إقرأ المزيد