تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار المرتضى للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الإنسان "كائن تاريخي"، وهذه الكلمة برغم وجازتها، تعني أموراً عدّة؛ أهمها: أن الإنسان ككائن مفكر هو وليد التاريخ، ومرتهن به إلى حدٍّ كبير يفوق التصور الجوهراني السائد عن الإنسان وفكره الذي يتعامل معه كوجود يستعصي على التاريخ ومؤثراته، بعبارة أخرى: أن لكل فكرة بشرية إرتباطاً بالواقع الذي أُنْتجت ...فيه، وهي محكومة بدائنية ما هو متاح في عصرها وبيئتها من أفكار ومعايير وقيم ومفاهيم.
هذا الإشتراط التاريخي لشخص الإنسان وفكره بمعطيات الواقع الخارجي هو مكتسب كبير للفكر الإنساني الحديث، من نتائجه على دراسات تاريخ الأفكار أنه دفع الباحثين نحو الإهتمام بقراءة جميع المظاهر الفكرية والثقافية للإنسان قراءة تزامنية للواقع الذي ولدت فيه، والكشف عن خلفيات تلك المظاهر الفكرية في ذلك الواقع؛ سواء أكانت تلك الخلفيات إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية أو لغوية أو عرقية... إلخ.
وهذا ما دعا جملة من الباحثين للنظر إلى التاريخ الإسلامي نظرة جديدة وواقعية تهدف التعرف على إنقسام التصورات المجتمعية التي سادها الإسلام عن الإسلام نفسه، وتبيان الخلفيات الحضارية لكل مجتمع أو فرقة، ودور تلك الخلفيات في فهمه الإسلام.
من بين عدّة أهداف وضعتها هذه النظرة نصب أعينها، يمكن الإشارة إلى هذين مهمّين عملت على تحقيقهما: الأول: كسر إحتكار الحقيقة والتمثيل الأحادي النهائي للإسلام عند طرف من الأطراف، والثاني: بيان أن فهم الإسلام لم يكن مجرد عملية بحث نظري يسعى لإستيعاب الحقيقة المطلقة بمعزل عن تجاذبات الواقع وتحدّياته، وقد كان في طليعة تلك التحديّات الفتوحات الإسلامية، والإندماج المجتمعي بالمكوّنات الجديدة ذات الخلفيات الفكرية والنفسانية والطقوسية المتنوعة.
من هنا، تأتي مجموعة هذه الأبحاث في محاولة للوقوف على تنوع "الفهم البشري" للإسلام؛ ليس فقط أمراً بات متوقعاً من الدراسات الجادّة اليوم؛ وإنما هو أمر قائم بنفسه لا يرتاب فيه أحد ممن يراقب المشهد الإسلامي، المجتمعي، والنخبوي، وإنقسام تجاربه في إستيعاب الإسلام وتمثيله والوعي به.
ويشير الباحث إلى خصوص السياق الذي ولدت فيه أبحاثه والمنطلقات التي نشأت عنها، مبيناً أنه مؤسس على تصور أن فهم الإسلام والتبشير بصيغة من صيغه - تحديداً صيغة "إسلام رجالات البيت الأموي والمنضوين تحت لوائه"، مضيفاً أن موضوعه هذا يتخطى الحديث عنه مؤثرات الواقع في تشكيل الفكر البشري، تلك المؤثرات التي قد تبدو حيادية وموضوعية، إلى مؤثرات ناتجة عن الوعي البشري نفسه، وقصديته في إرساء فهم معيّن، تتظافر على خلقه المصلحة السياسية الفئوية وتحقيق المكاسب الماديّة الضيّفة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن أصل هذا الكتاب عبارة عن (24) محاضرة حوارية ألقاها العلاّمة السيد كمال الحيدري على شاشة "قناة الكوثر الفضائية"، ضمن برنامج "مطارحات في العقيدة"، وقد تركز العمل على إعادة كتابة هذه المحاضرات وتحريرها، وتخريج الروايات والأقوال الواردة فيها، ووضع عناوين للأبحاث وإطارها النظري العام. إقرأ المزيد