فتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفسير
(0)    
المرتبة: 174,709
تاريخ النشر: 08/01/2019
الناشر: دار الغوثاني للدراسات القرآنية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن هذه الأمة هي أمة "الإسناد"، فكتاب ربها تعالى وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ينقلها العلماء الأفذاذ جيلاً بعد جيل، كلما ذهب جيل أسلم الأمانة لمن بعده، وهكذا حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، يحمل الدين من كل خلف عدو له، ومن كل جيل فحوله، ومن هنا ...اهتم العلماء بالإسناد إهتماماً بالغاً، وبذلوا في ضبطه وتحريره أنفس الأوقات وأغلى الأعمار.
وأسانيد كتب السنة كثيرة وأسانيد القرآن الكريم أكثر والحمد لله، ولكن أسانيد كتب التفسير من الأسانيد النادرة والإهتمام بها قليل، وبحكم تخصصي في التفسير فقد كنت أبحث وأسأل عن العلماء الذين لديهم إعتناء بهذه الأسانيد، ثم علمت بعدُ ان الشيخ السيد محمد سعيد الحسيني (1) حفظه الله تعالى لديه أسانيد بجل كتب التفسير وكتب أصول التفسير، فسافرت للبحرين للقاء الشيخ في العاشر من شهر ربيع الثاني لعام سبعة وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة، الموافق للحادي عشر من شهر يناير عام ستة عشر وألفين بالتاريخ الميلادي، وجلست عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه كتبَ أصول التفسير ومقدمات بعض كتب التفسير وقرأت عليه أيضاً ثَبتَه (منحة المجيز وبغية الطالب المستجيز) ويشتمل على أشهر المسلسلات الحديثية وأطراف الكتب التسعة وثلاثيات البخاري والترمذي وابن ماجه والدارمي (1)، وكنت لا أفارقه إلا لصلاة أو نوم.
وكانت من نفيس الكتب التي قرأتها على الشيخ وأجازني بها كتاب (فتح الخبير بما لا بد من حفظه في علم التفسير) للإمام دهلوي رحمه الله، الذي أكمل به مشروع الإمام السيوطي في حصر تفسير ابن عباس رضي الله عنه المتناثر بين كتب الحديث والتفسير، لإختصاص ابن عباس رضي الله عنه بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له (اللهم علمه التأويل) (2)، ولم أكن قرأت كتاب فتح الخبير قبل ذلك، فأعجبني جداً، سواء في فكرته أو ترتيبه أو جمعه، فقد حُشي الكتاب بنفائس الفوائد، وكانت القراءة في نسخة مصورة حجرية طبعت قبل قريب من مائة سنة، فكنت مستغرباً من عدم إعادة تحقيق هذا الكتاب الرائع حقاً، فقال لي الشيخ محمد رفيق بن الشيخ محمد سعيد بأن عنده منه نسخة مخطوطة، فنشط عزمي لتحقيق الكتاب على هاتين النسختين وإعادة إخراجه بصف جديد وتعليق على ما يحتاج، ثم وجد نسخة ثالثة أيضاً وأرسلها لي جزاه الله خيراً.
فبدأت بتحقيق هذا الكتاب كأحد برامج مشروعنا الكبير (تقريب القرآن المبين لعموم المسلمين)، وقد استعنت ببعض الإخوة لمساعدتي في طباعة المخطوطة على برنامج الوورد ثم المقارنة بين المخطوطات، وتخريج الأحاديث المرفوعة والآثار وأسباب النزول، ثم قمت بإعادة قراءته من جديد بعد النسخ والصف والمقابلة والتخريج، ووضعت تعليقات علمية على بعض المواضع، ووجدت بعض الفوائد على شرط المؤلف لم يذكرها ووضعتها في الحاشية.
وقد راجعته ما يقارب عشر مرات وطبعنا منه 50 نسخة تجريبية وتم توزيعها على أهل العلم ومتخصصين للمراجعة، ولكن الكمال لله وحده.
فكانت هذا الكتاب الذي بين يديك، وهو كتاب ماتع، يصلح لأن يكون متنا يحفظ، كما يصلح لأن يكون بداية لطالب علم التفسير، لا سيما وقد حوى ما يقارب مائتي حديث مرفوع وأثر وسبب نزول. إقرأ المزيد