التهجير .. والإبادة ( الفقه اليهودي المعاصر تجاه العرب )
(0)    
المرتبة: 208,400
تاريخ النشر: 14/03/2019
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إستمد منظرو الحركة الصهيونية ومؤسسو كيانها المادي ، " إسرائيل " ، منذ بداية المشروع الصهيوني قبل قرن ونيّف شرعيتها وشرعية وجودهم الأيديولوجي والسياسي من الديانة اليهودية بالإدّعاء أنهم عادوا على وطنهم بعد ألفي سنة من الشتات ؛ ادّعاءٌ تدحضه كل الأبحاث التاريخية والأثرية ؛ أي أنهم يعتبرون إقامة ..." إسرائيل " على أنقاض الشعب الفلسطيني في قلب الوطن العربي ، " إحياءً " للكيانات السياسية والممالك التي ذكرها " التناخ " ، كتابهم المقدس . بعبارة أخرى ، اعتبروا الصهيونية فِقْه اليهودية المعاصرة . لم يهتم الفكر السياسي العربي بالعلاقة التي تربط الصهيونية باليهودية إلا في ما ندر . بل لا يزال يعتبر اليهودية " ديانة سماوية " كالإسلام والمسيحية ؛ بينما يعتبر الصهيونية حركة إستعمارية . لذا يحاول هذا الكتاب الذي يقدم ترجمة لعشر مقالات من العبرية إلى العربية ، شرح هذه العلاقة التي لا تنفصم عراها ، وتسهم هذه المقالات في فهم طبيعة العلاقات ، ودور الديانة اليهودية في المشروع الصهيوني واستراتيجية الحياة السياسية الفكرية في " إسرائيل " . ويشتمل الكتاب كذلك على سبع مقالات أخرى كان الباحث قد نشرها في مجلات وصحف عربية مختلفة تشرح هي الأخرى علاقة الصهيونية باليهودية في الحياة السياسية في " إسرائيل " من خلال قضايا ومواضيع محددة فرضها الواقع الإستعماري للكيان على واقع الحياة فيه ؛ وعلى العرب تحديداً . يبيّن الباحث في مقدمة كتابه سبب غياب الاهتمام في هذا الموضوع ، وتحديداً ترجمة الأدبيات اللاهوتية اليهودية ، إلى جانب ذلك ، وبفرض تسهيل عملية قراءة هذه المقالات على القرّاء غير المختصين ، قام الباحث بإعداد قائمتين ، الأولى تعرّف بالمصطلحات اليهوية التي يتكرر ذكرها في المقالات ، والثانية تعريف بالأعلام المهمين من الفقهاء والأحبار والكهنة الأقدمين والمحاصرين الذين يعتمد عليهم كتبةُ هذه المقالات . إضافة إلى المقالات السبعة التي تقدم شرحاً للعلاقة بين الصهيونية واليهودية ودور الفكر الديني اليهودي في الحياة السياسية والفكرية في " إسرائيل " . هذا وتجدر الإشارة إلى أن أهمية النصوص التي يتناولها الكتاب في الأسباب التالية : 1- كونها صادرة عن مؤسسات تعليمية ، مدارس دينية " بشيفوت " ، وكليات أكاديمية متوسطة تحولها الدولة ، والتي يتم فيها تنشئة الطلاب من خلال الدمج ما بين الدراسات الدينية اليهودية والخدمة العسكرية الإلزامية ، هذه المدارس تعرف بما يسمى بالـ " يشيفوت هِسْدير " ، أي مدارس التسوية . 2- يُنَظّر كتّاب هذه النصوص حول أحقية فلسطين لليهود فقط ، دون سواهم ، منذ الوعد الإلهي الذي منحه ( يهوه ) لأجدادهم قبل أربعين قرناً . 3- يجد الكتّاب تسويفاً وتبريراً لكل الممارسات القمعية والإرهابية ضد العرب والفلسطينيين ، باستخدام نصوص من كتابهم المقدس ، والإستشهاد بالتلمودين : البابلي والفلسطيني والمصادر القديمة كافة . ولهذا الغرض يحشد الكتاب مصادر ومراجع وأسانيد من التاريخ اليهودي : الفترات الـ " تناخية " والتلمودية ، من قبل فقهاء مهمين يعدّون في هذه المقالات بالعشرات مثل : الـ " رمبام " ( 1135 – 1204 ) والـ " رمبان " ( 1194 – 1270 ) والـ " راشي " ( 1040 – 1105 ) والـ " مهرال " ( 1510 – 1609 ) و " شاؤول يسرئيلي ( 1909 – 1995 ) ، مما يوضح أن عداء اليهود ليس طارئاً ؛ بل ما هديٌ في تاريخهم وعقيدتهم . إلى جانب ذلك ، فإن لغة هذه المقالات التي بين يدي القارىء في أصلها العبري وَعِرةٌ للغاية ، فهي مكتوبة بلغة وبأسلوب غير معاصرين ، وتعتمد على الآرامية والعبرية الـ " تتاخية " ( العبرية القديمة ) والوسيطة ( التي تعود إلى القرون الوسطى ) والحديثة نسبياً ( التي تعوزد إلى القرن التاسع عشر ) ، كما أن أسلوب المقالات معتمد بعض الشيء ، حيث يحاول كتّابها استخدام منهج البحث والكتابة الأكاديميين ، إلا أنهم عادة ما يخفقون ، مما يجعل مهمة المترجم ليست بالسهلة ، حيث يتطلب منه البحث في المقال وفي مصادر أخرى لفهمه فهماً دقيقاً قبل ترجمته : كل هذا الخليط جعل من عمل الترجمة الحالية عملين معاً : دراسة المقال دراسة عميقة أولاً ، وترجمته ثانياً ، لذا لم تقتصر مهمة الباحث على ترجمة ونقل النصوص من العبرية إلى العربية فحسب ، بل هو عمد إلى توضيح بعض الأمور ( مع إبقائه على وعورة التراكيب للأمانة العلمية وبما لا يفيد من معنى النص الأصلي ) كي يكون فهمها لغير المطلعين على الديانة اليهودية أسرع وأعمق ، خصوصاً أنها مقالات في اللاهوت السياسي ( دينية ) مما يستوجب بعض الإضاءة على هذه الإشارات ؛ سواءٌ في متن النص أو هامشه باستخدامه الإشارات المناسبة . إقرأ المزيد