فضائل إفريقية في الآثار والأحاديث الموضوعة
(0)    
المرتبة: 96,745
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول الباحث محمد العروسي المطوي في مقدمة كتابه هذا "فضائل افريقية في الآثار والأحاديث الموضوعة" كانت "الآثار والأحاديث" التي كانت أسمعها -منذ عهد الشباب- عن "إفريقية" أو بعض معالمها مما يشغل بالي. وكانت أتمنى لو تتاح فرصة بحثها ونقدها، والتعرض لأسباب وضعها. وما زلت أذكر أن من أول ما ...لفت انتباهي هو ما وضع حول تأسيس عقبة بن نافع لمدينة القيروان، وكيف أنه خاطب الوحوش والهوام فخرجت هاربة ولم يبق لها اثر في المنطقة التي بنيت فيها القيروان. وقد عدّ ذلك من "كرامات" القائد الكبير عقبة بن نافع الفهري. وأنكرت -إذ ذاك- تلك "الأوامر المطاعة" التي ألقاها عقبة بن نافع عل الوحوش والهوام. ولكني في نفس الوقت اطمأننت إلى حادث فرار الوحوش والهوام عندما شرع عقبة في تخطيط قيروانه وبنائه.
وتساءلت عن سبب هروب تلك الوحوش والهوام من تلك الأرض الشجراء. فلابد أن يكون هناك سبب مادي دفع بتلك الحيوانات إلى الفرار حتى وجدت خيطاً رقيقاً رأيته هو الأصل الذي انبنت من حوله الأسطورة إذ هو حقيقة واقعة. وكان هذا الخيط يتمثل فيما ذكره ابن عبد البر في كتاب "الاستيعاب" من أن موضع القيروان.. كان وادياً كثير الأشجار، غيضة، مأوى للوحوش والحيات فأمر بقطع ذلك وحرقه فاختلط القيروان وأمر الناس بالبنيان. وخروج الوحوش والحيات عند قطع الأشجار وخرقها شيء طبيعي معروف وهو ما نتج عن أمر عقبة بقطع الأشجار وحرقها. ولكن الرواة لم يشاؤوا أن يعرضوا تلك الحقيقة كما هي، بل أضفوا عليها من هالة الأسطورة ما جعلها أشبه بالمعجزة أو الكرامة.
كان الاطمئنان إلى ذلك الخيط مما زادني رغبة في بحث "الآثار والأحاديث" الموضوعة عن إفريقية. وظلت تلك الرغبة طافية راسبة ترقيا للفرصة السانحة والوقت الملائم حتى إذ أحدث "مركز الأبحاث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية"، قسماً للدراسات الإسلامية -وكنت ضمن المنتسبين إليه- بادرت بتسجيل هذا البحث وتقديمه محاولة مني في كشف الحجاب عن العوامل وأسباب التي أدت إلى اختلاق تلك "الموضوعات". وذلك لا يخص إفريقية فقط بل لعلها كانت أقل من غيرها في أصقاع العالم الإسلامي وأمصاره. وإذا كان للأوضاع الذهنية والاجتماعية في تلك العصور التي كثرت فيها "الموضوعات" ما "يبرر" وجودها، فإن واجبنا اليوم -وقد تبدلت الأوضاع الذهنية والاجتماعية- أن نعود إليها، وننظر إليها بميزان المقاييس الحديثة في الفحص والنقد.
وما أدعى لهذا البحث الكمال أو الاستيعاب، فما هو إلا إحدى صوى الطريق، خاصة أن الكثير من كتب "الأفارقة" و"المغاربة" مفقود أو نادر الوجود. إقرأ المزيد