تاريخ النشر: 18/10/2018
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة نيل وفرات:كتب البعض مقالاتٍ متفرِّقة في مساجد بيروتَ وكنائسها، إلا أنَّ تاريخ الزوايا لم يُكتب بعد، مع أنَّ بيروت القديمة عَرفت الكثيرَ مِن هذه الزوايا داخل أسوار المدينة وفي مختلف أحيائها.
وقد دفعني إلى البحث في تاريخ الزوايا أمران: أولهما: ما ورد في ديوان مفتي بيروت الأسبق الشيخ عبد اللطيف فتح ...الله عندما أرّخ زيارةً قام بها علامةُ الشام الشيخ عبد الرحمن الكزبري إلى بيروت في شهر ربيع الثاني 1228هـ / 1813م بقصيدة ذكر المفتي فتح الله في بعض أبياتها المقامات والزوايا التي زارها الكزبري في بيروت وهي: "وزار بها يحيى الحصور يساره... بجامعها المشهور بالذكر يرغبُ"... "كذا الشيخ شمس الدين أعني شهيدها... بزاوية تعزى إليه وتنسب"... "كذا ابن عراق والشويخ الذي ابنه... غدوت له سبطاً يُعدُ ويُحسب"... "وزار بها شيخاً يضاف لسرية... بسورٍ عليها للحماية يضربُ"... "وزار الرجال الأربعين عليهمُ... يصبّ من الرضوان وبلٌ وصيّبُ"...
"وأم حرام عمة لابن مالكٍ... خديم رسول الله وهو المحبّب"... "وزار أبا العباس أعني مقامه... هو الخضر الحيّ النبي المقرّب"... "لدى نهرها السلسال طاب زُلاته... وسال لجيناً وهو يحلو ويعذب"... "وقد زار أوزاعيّها العارف الذي... له فشا في الشام والغرب مذهب".
وزار ضريح... (وتنقطع القصيدة عند هذا الإستهلال).
أما الأمر الثاني: فقد وجدتُ في سجلات محكمة بيروت الشرعية التي تبدأ وثائقها سنة 1843م ومن وثائق سابقة، أنَّ بعض الوثائق المذكورة تُحدد مواقع زوايا بيروت ومحتوياتها وعمارتها وشيوخها وأوقافها وما تلي فيها من أذكار وأوراد.
والزاوية غير المسجد وغير المزار، فالمزار هو: ضريح لأحد الأتقياء الصالحين، أو أحد الشهداء المرابطين فوقه قبه، وقيل: تحتَ كل قبة وَليّ"، والزاوية هي: بناء متواضع قد لا يزيد عن غرفة واسعة تُقام فيها الصلاةُ والأذكار وتُتلى الأوراد، سُمِّيت حيناً بالخانقاه وحيناً بالتكية.
وسُميت بعضُها مدرسة يتلقّى فيها الأولاد تلاوة القرآن الكريم، ويتعلَّمون التجويد والفرائض والحساب والنحو، والمسجد هو: الذي تقام فيه صلاة الجمعة.
قامت الزوايا على فكرتّي الزهدِ والورع والإبتعاد عن الملذّات من جهةٍ، وعلى التطوع للمرابطة والدفاع عن الثغور والتخوم مع الإلتزام بالقرآن الكريم والحديث الشريف من جهة ثانية. إقرأ المزيد