محمد عبد الله بيهم (الصارخ المكتوم)
(0)    
المرتبة: 365,356
تاريخ النشر: 26/08/2008
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ولد محمد عبد الله بيهم في بيت علم وتقوى وأسرة تعاطى أفرادها التجارة، آتاهم الله بسطة في العيش وسعة في الرزق. فانطلقوا يستثمرون أموالهم في الصدقات وتعليم الفقراء وبناء المساجد وإسعاف المحتاجين.
ونشأ في مجتمع غلب عليه التخلف والجهل، انصرف الناس فيه عن العلم، وتأخروا عن الأخذ بأسباب التقدم وغابت ...مكارم الأخلاق ليسود الفساد والرذيلة وسوء الخلق. فلم يكن ليتصرف إلا كما فعل، تسانده في ذلك مجموعة من أفراد المجتمع الرواد كل في مجاله ونطاقه.
فكان محمد بيهم من تلك الصفوة من الرجال الذين سخرهم الله لخدمة خلقه. ومن تلك النخبة من الرواد الذين سمعوا وأطاعوا وأخرجوا من أموالهم الحق المعلوم للسائل والمحروم. ومن تلك الكوكبة من المؤمنين الذي جهدوا وتفرغوا وقدموا مالهم وجهدهم ووقتهم لتنفيذ الأمر الإلهي: "إقرأ". ومن تلك الأرومة الكريمة والشجرة الطيبة الصالحة التي أعطت أفضل الثمار وأطيبها دون حساب أو منة ووهبت دون كبرياء أو خيلاء.
تمثل سيرة محمد بيهم صحة القاعدة الثلاثية التي تجمع المكان والزمان والإنسان. فبيروت المكان قطعة من جغرافيا وفلذة من تاريخ. أبحر منها الفينيقي حاملاً الأرجوان بيد والأحرف الهجائية باليد الأخرى. وفي مدرستها الشهيرة للحقوق جرى تدوين الأعراف المحلية في قواعد قانونية لا تزال آثارها باقية.
وفي بيروت الزمان، زمان محمد بيهم، كانت رياح الإصلاح قد أخذت تهب في أرجاء الدولة العثمانية تحرك الساكن وتنفض غبار الجهل والتخلف وتنادي بالاستقلال وحق الإنسان بالعلم والحرية والكرامة. وتستذكر أمجاد الأمة وحضارتها وثقافتها ولغتها وما قدمته من مآثر للإنسان.
وبيروت الإنسان أي الرعيل الذي عاصره محمد بيهم فيها من المفكرين والمصلحين والفقهاء وما سبقهم من رواد اللغة والفكر والعلم والصحافة والسياسة. هذه الثلاثية دفعت محمد بيهم إلى حمل هموم اللحظات الزمانية الثلاث: الماضي والحاضر والمستقبل. فكل لحظة منها تنطوي على سائرها.
وفي هذا الإطار تأتي فصول هذا الكتاب التي توزعت على سبعة فصول: تناول الفصل الأول أوضاع التعليم والمدارس في بيروت في القرن التاسع عشر. مع بيان مناهج التدريس في المدارس الرسمية والخاصة والمواد التي تدرس للتلامذة ودرجات النجاح التي كانت معتمدة. وتضمن ختام هذا الفصل دراسة في أوضاع المدارس والتعليم في بيروت بين سنتي 1911 و1913 في زمن كانت رياح الإصلاح قد هبت، فسرت في المجتمع هزة الدعوة إلى الاستقلال والحفاظ على الهوية.
وأوضح الفصل الثاني بعض من مناقب أسرة محمد عبد الله بيهم ومآثرها وعطائها في ميادين العلم والثقافة والخير والوطنية. وكان لا بد من هذا الفصل والفصل الذي سبقه لما كان لهما من أثر فال في مسيرة أداء وعطاء محمد بيهم.
فجاء الفصل الثالث ترجمة لمحمد بيهم سواء لجهة البيت الذي ولد ونشأ وتزوج فيه أو لما شهد في أرجائه من اجتماعات ومداولات ونشاطات سياسية وأدبية. كما تناول هذا الفصل المناصب الرسمية التي تولاها محمد بيهم والدور العمراني الذي قام بع من خلال توليه رئاسة المجلس البلدي لبيروت ومواكبته تحديث بعض مناطق المدينة وأحيائها. وتم التركيز على دور محمد بيهم الوطني في حركة الإصلاح الوطني التي نشطت سنة 1913م في بيروت، رافعة شعار إصلاح أوضاع المجتمع في العالم العربي وراغبة في الاستقلال والحرية، وكان تركيزه في تلك الحقبو على العلم كمدخل فاعل للتقدم والتحرر والرقي.
وخصص الفصل الرابع لبيان الأساليب المتنوعة التي ابتدعها محمد بيهم لتنفيذ هدفه في تنشيط العلم. من تكرار بث شعرا "تعلم يا فتى فالجهل عار"، إلى تقديم ساعات ذهبية للمتفوقين سنوياً من طلاب المدارس، وتشجيع تأليف وعرض المسرحيات، ونشر فقرات في الصحف تحض على تلقي العلم وتبين فوائده وتأسيس الجمعيات. مروراً بطبع أناشيد على أسطوانات ملحنة على الألحان الشعبية المعروفة، على طريقة "التنزيلات" التي لجأ إليها أهل التصوف. وأخيراً تبرعه للمؤسسات الخيرية ودعمه للجمعيات العلمية وللمدارس.
وأشار في الفصل الخامس إلى تشجيع محمد بيهم للعلم في سورية سواء لجهة دعوته إلى تأسيس الجمعيات العلمية أم لجهة تبرعه للمؤسسات الخيرية ودعوته إلى تأسيس كلية إسلامية في سورية.
وذكر في الفصل السادس تشجيع محمد بيهم للشعر والأدب خلال دعوته الشعراء إلى تشطير أبيات مختارة للشاعرين حافظ إبراهيم ومعروف الرصافي تحض على تعهد رياض العلوم وانتظام المدارس ونهضة الشبيبة والأساتذة، قاصداً تنبيه الأفكار والحض على العلم. وقد اشترك هو أيضاً في هذا الفن. و قد بلغ من تأثير لقبه "الصارخ المكتوم" أن ألفت مسرحية بعنوان "الصارخ المعلوم" مثلت سنة 1913م في مدرسة رأس بيروت العلوي. إقرأ المزيد